البارافيليا (Paraphilia) هو مصطلح يوناني يشير إلى مجموعة من الاضطرابات النفسية المرضية المتمثلة في خيالات أو انجذاب أو تصرف جنسي مغاير للأصل مثل الانجذاب الجنسي للاشياء الجامدة أو الأطفال أو التعذيب. و قد يتضمن بعض الافعال الغير اعتيادية أو أوضاع تعتبر بواعث أو إثارات غير جنسية من قبل الآخرين.
في الواقع تقود البارافيليا لمشاكل شخصية، اجتماعية ووظيفية والسلوك المرافق للمصاب قد تتسبب بنتائج اجتماعية وقانونية جدية.
ماهي السلوكيات التي تعتبر من أعراض البارافيليا ؟
الاستعرائية (Exhibitionism)
هي انحراف يتميز بنزوع المرء إلى الكشف عن عورته ، والوقوف أو السير عاريا ، بوصفه الوسيلة المفضلة عنده لتحقيق اللذة الجنسية. وهذا الانحراف يكاد يكون مقصورا على الذكور. يطمع الاستعرائي أو الافتضاحي عادة ، في أن يبدي الشخص المتعري من أجله ارتكاسات أو ردود فعل انفعالية ، كالاشمئزاز أو الذعر.
الفيتيشية (Sexual fetishism – جنس توثيني)
الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة يشعرون بالرغبات والإثارة الجنسية مع الأشياء الغير حية كالملابس الداخلية النسائية أو الملابس المطاطية من خلال لمس أو لبس هذه الاشياء. الأشياء الغير حية قد تحل محل النشاطات الجنسية مع الشريك أو قد تندمج مع الشريك في أثناء النشاط الجنسي عندما يصبح هذا الشيء أو ذاك الشريك الروحي للمصاب. في معظم الأحيان المصاب يتجنب العلاقات الحميمية. وهناك اضطراب يدعى الشبق الجزئي ويتضمن رغبة المصاب بجزء من أجزاء الجسم كالأرداف ،المؤخرة ،الصدر والأقدام.
التحرشية (Frotteurism )
يكون تركيز المصاب بهذه الحالة على لمس أو حك أعضائه التناسلية بأجسام الغرباء. في معظم حالات التحرش الذكر يحك أعضاءه الجنسية بالأنثى وفي معظم الأحيان تكون في الأماكن المزدحمة.
الولع بالأطفال (البيدوفيليا – Pedophilia)
الأشخاص الذين يعانون من هذه الأعراض يمتلكون التخيل والرغبة والسلوك للتورط بنشاط جنسي مع الأطفال، وتكون أعمار ضحاياهم عند الثلاثة عشر عاما أو أقل. هذا السلوك يتضمن خلع ملابس الأطفال أو تشجيع الأطفال على مشاهدة الاستمناء للمعتدي أو ملاطفة أو لمس الأعضاء الجنسية للطفل وأيضا القيام بالاعتداء الجنسي قسرياً. المعتدون يهددون المعتدى عليهم ويستخدمون القوة ضدهم ويحذرونهم مما سوف يحصل لهم إذا قاموا بالتكلم عن الاعتداء.
الماسوشية الجنسية (المازوخية او تعذيب النفس – Sexual Masochism )
الأفراد الذين يمتلكون هذا الاضطراب يستخدمون الأفعال والأعمال الحقيقية وليس المحاكاة ليصبحوا أذلاء أو متأذين للحصول على نشواتهم الجنسية والاستمتاع بها. الماسوشيون قد يقومون بأعمال من مخيلتهم مثل قطع جلودهم أو إيذاء أجسادهم للحصول على هذه الشهوات أو في بعض الأحيان يقومون بالبحث عن شركاء يقومون بضربهم وإذلالهم واستعبادهم. ووفقا للإحصائيات فإن التخيلات والنشاطات الماسوشية شائعة بين البالغين. في معظم الحالات الإذلال والإيذاء يكون في مخيلتهم والمشتركين بهذه العملية يعتبرون هذا السلوك كلعبة ويتجنبون الجروح والألم. ولكن هذه الأفعال قد تكون قاتلة في بعض الأحيان، مثل النشاط الماسوشي الذي يتضمن الاختناق الجزئي بالشبق الذاتي (استعمال العنف للاستمتاع). مع هذا النشاط،الشخص المصاب يستخدم الحبال، مشانق أو أكياس البلاستيك لتحفيز حالة من الاختناق ( الانقطاع في التنفس ) للوصول للنشوة الجنسية أو لتعزيز الشهوة ولكن قد تحدث حالات الوفاة عند تلك النقطة.
السادية الجنسية (القسوة المفرطة الجنسية- Sexual Sadism )
الأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب لديهم مخيلة دائمة أن الاستمتاع الجنسي يأتي من الحاق الاذى نفسيا وجسديا ويتضمن إيذاء أو إرهاب الشريك الجنسي. هذا الاضطراب يختلف عن العنف الجنسي العادي مثل الجنس العنيف. في بعض الحالات الساديون يستطيعون العثور على شركائهم الجنسيين لممارسة هذه الأفعال. الى حد بعيد السادية الجنسية تضم بعض النشاطات الجنسية الغير قانونية كالاغتصاب والعنف وحتى القتل وفي هذه الحالة قتل الضحية ينتج اثارة جنسية. من المهم ملاحظة أن الاغتصاب قد يكون تعبير عن السادية الجنسية ، لكن إلحاق الاذى لدى معظم المغتصبين ليس لغرض تحفيز الشهوة الجنسية وايضا إحداث الألم بالضحية ليس لرفع درجة استمتاع المغتصب. لكن الاغتصاب بذاته يتضمن الارتباط بين الجنس وزيادة القوة ضد الضحية. الساديون يحتاجون عناية نفسية مكثفة و قد يدخلون السجن بسبب هذه الأفعال.
لباس الجنس الآخر (Transvestism)
يشير هذا المصطلح الى ممارسة مغايري الجنس من الرجال لبس ثياب النساء لإنتاج أو تعزيز شهواتهم الجنسية. الإثارة الجنسية عادة لا تتضمن شريك حقيقي وإنما يقوم المصاب بتخيل الأنثى كشريك له. يقوم بعض المصابين بلبس جزء من الملابس النسائية كالملابس الداخلية والبعض الاخر يقوم بلبس ملابس نسائية بشكل كامل وايضا يقوم بلبس الشعر النسائي المستعار ويضع المكياج النسائي. خلع ولبس الملابس النسائية للفرد بحد ذاته ليس مشكلة مالم تكن ضرورية ليصبح الشخص مثارا جنسيا.
شهوة التلصص أو اختلاس النظر (Voyeurism)
هذا الاضطراب يتضمن الحصول على الإثارة الجنسية من خلال النظر إلى الأشخاص من غير علمهم أثناء خلع ملابسهم أو قيامهم بعلاقات حميمية مع نسائهم وقد يقوم المصاب بالاستمناء من خلال النظر ولا يبحث المصاب عن القيام بأي علاقة جنسية مباشرة مع الأشخاص الذي ينظر اليهم.
مدى شيوع البارافيليا
معظم أنواع البارافيليا نادرة وهي أكثر شيوعا في الرجال بعشرين مرة عن النساء لكن هذا التفاوت في النسبة ليس واضحا. بعض أنواع البارافيليا كالإعتداء على الأطفال، الاستعرائية، اختلاس النظر، السادية و التحرشية يعتبر جرائم جنائية. كون الشخص يمتلك ميولاً من البارفيليا لا يعني أن الشخص مصاب بمرض عقلي حيث أن بعض السلوكيات والتخيلات البارافيلية قد تكون موجودة لكنها لاتسبب اختلال ولا تعيق النمو الصحي ولاتضر بعلاقات الفرد مع الأفراد الاخرين ولا تورث جرائم جنائية. المصابين قد يستعملون هذه السلوكيات والتخيلات فقط اثناء العادة السرية او العلاقات الحميمية مع شركائهم او ازواجهم.
أسباب البارافيليا
أسباب البارافيليا غير واضحة ولكن بعض الخبراء يعتقدون انها تعود لصدمات في فترات الصبا أو الاعتداء الجنسي والبعض الآخر يقترح أن الأجسام والظروف المعينة للبارافيليا تكون مثيرة جنسيا إذا اقترنت مرارا وتكرارا مع الاستمتاع خلال النشاط الجنسي. ذوي الميول الشديد للبارافيليا وفي معظم الحالات يجدون صعوبة في بناء علاقة جنسية مع الآخرين . وتبدأ البارافيليا من فترة المراهقة وتستمر إلى فترة البلوغ وتختلف كثافة وحدوث التخيلات المرافقة للبارافيليا بين الأفراد لكنها تقل مع تقدم العمر.
كيف يتم معالجة البارافيليا
في معظم الحالات البارافيليا تعالج بواسطة الاستشارة النفسية واعطاء العلاجات لمساعدة المصاب ليتغيير سلوكه. العلاج قد يساعد في تقليل التسلط المرافق مع البارافيليا ويقلل من أعراض وسلوكيات المنحرفين الجنسيين . وقد توصف الهرمونات في بعض الأحيان للأشخاص الذين لديهم تجارب مع السلوكيات الجنسية الشاذة أو الخطرة. معظم العلاجات تقوم بتقليل الدوافع أو الإثارة الجنسية فقط.
كيف يكون العلاج البارافيليا ناجحاً
العلاج للبارافيليا يجب أن يكون على المدى الطويل للحصول على كفاءة أكثر. عدم الرغبة في العلاج أو عدم الخضوع لجلساته يعيق نجاحه. من الواجب معالجة المصابين بالبارافيليا قبل قيامهم بإيذاء انفسهم وإيذاء الاخرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق