الخميس، 11 يناير 2018

علاج الألم الليفي العضلي بالطب البديل

 لمحة حول استخدام الطب البديل والتكميلي لعلاج الألم الليفي العضلي
في كثير من الأحيان، يلجأ الأشخاصُ الذين يعانون من مشاكل صحِّية مزمنة، مثل الألم الليفي العضلي fibromyalgia، إلى أحد أشكال الطبِّ البديل والتكميلي - وهو مجموعةٌ متنوِّعة من أنظمة الرعاية الطبِّية والصحِّية والممارسات والمُنتَجات التي لا تعدُّ بشكل عام جزءاً من الطبِّ التقليدي.

يقدِّم هذا الموضوعُ معلوماتٍ أساسيةً عن الألم الليفي العضلي, وما يقوله العلمُ حولَ فعَّالية استخدام مرضى الألم الليفي العضلي للطبِّ البديل والتكميلي. إذا كان المصابُ بالألم الليفي العضلي يفكِّر في العلاج عن طريق استخدام الطبِّ البديل والتكميلي، فإنَّ هذه المعلومات تساعده على التحدُّث مع الطبيب حولَ هذا الموضوع.


لمحةٌ عن الألم الليفي العضلي

يعدُّ الألمُ الليفي العضلي اضطراباً يسبِّب آلاماً في العضلات وشعوراً بالتعب، حيث يعاني المصابون بالألم الليفي العضلي من آلامٍ مزمنة منتشرة، فضلاً عن وجود "نقاط مثيرة للألم" في عنق المصاب وكتفيه وظهره ووركيه وذراعيه وساقيه, حيث تثير الألمَ عندما يُطبَّق ضغطٌ بسيط عليها.
وقد تظهر أعراضٌ أخرى لدى المصابين بالألم الليفي العضلي، مثل:
  • اضطراب النوم.
  • الشعور بتيبُّس الجسم في الصباح.
  • الصداع.
  • مشاكل في التفكير والذاكرة, وتُسمَّى أحياناً "الضباب الليفي".
  • متلازمة القولون العصبي أو تهيُّج القولون.
كما قد تعاني النساء المصابة بالألم الليفي العضلي أيضاً من آلام حيض شديدة, وقد تترافق هذه الحالة مع الاكتئاب.
لا تزال أسبابُ الاصابة بالألم الليفي العضلي غيرَ معروفة حتى الآن, ولكن قد تكون مشاكل الجهاز العصبي أحدَ أسباب ذلك. وتشير التقديراتُ إلى أنَّ الألم الليفي العضلي يصيب شخصاً من أصل كل خمسين أمريكياً، على سبيل المثال, وغالباً ما يصيب النساءَ في منتصف أعمارهن؛ وقد يُصاب الرجال والأطفال أيضاً.


ممارسات الطبِّ البديل والتكميلي المستخدمة في علاج الألم الليفي العضلي

تعدُّ المعالجاتُ التقليدية للألم الليفي العضلي محدودة؛ ولكن، تظهر الأبحاثُ أنَّ حوالي 90٪ من المصابين بالألم الليفي العضلي يستخدمون أحدَ أشكال الطبِّ البديل والتكميلي. وتشتمل ممارساتُ الطبِّ البديل والتكميلي التي يستخدمها المصابون بالألم الليفي العضلي على:
  • الوخز بالإبر.
  • الارتجاع البيولوجي.
  • تقويم العمود الفقري أو المعالجة اليدوية.
  • التنويم المغناطيسي.
  • مكمِّلات المغنيزيوم.
  • العلاج المغناطيسي.
  • العلاج بالتدليك.
  • إعطاء إس – أدينوزيل - إل - مثيونين SAMe (S-Adenosyl-L-Methionine).
  • التاي تشي.


ماذا يقول العلمُ عن الطبِّ البديل والتكميلي والألم الليفي العضلي

وفقاً للباحثين المراجِعين الذين قيَّموا بحوثاً أُجريَت حول الطبِّ البديل والتكميلي والألم الليفي العضلي، فإنَّ الكثيرَ من الأبحاث لا تزال أوَّلية، ولا تزال الأدلَّة على فعَّالية العلاج بالطبِّ البديل والتكميلي محدودة.
  • لقد أعطت نتائجُ أبحاث استخدام الوخز بالإبر - تنبيه نقاط تشريحية عن طريق إبر معدنيَّة - لعِلاج الألم الليفي العضلي نتائج مختلفة؛ فقد أظهرت مراجعةُ ثلاث دراسات بعضَ الأدلَّة التي تدعم استخدام الوخز الإبري الكهربائي (حيث يجري وصلُ الإبر بالتيَّار الكهربائي). ولكنَّ آثارَ استخدام الوخز الإبري الكهربائي في هذه الدراسات كانت قصيرةَ المدى؛ وأظهرت دراستان حول العِلاج بالوخز الإبري التقليدي نتائجَ سلبية.
  • يرى بعضُ الباحثين أنَّ انخفاض مستوى المغنيزيوم قد يؤدِّي إلى الاصابة بالألم الليفي العضلي؛ ولكن لا يوجد دليلٌ علمي قاطع على فعَّالية استخدام مكمِّلات المغنيزيوم لتخفيف أعراض الألم الليفي العضلي، حيث وأظهرت دراستان صغيرتان نتائجَ متناقضةً بشأن ذلك.
  • لاحظت مراجعةٌ علمية لبحث حول علاج الألم الليفي العضلي بالتدليك دعماً أوَّلياً متوسِّطاً فقط. كما أظهرت دراستان بعضَ النتائج الإيجابية؛ ولكن لم تظهر دراستان أُخرَيان أيَّةَ فوائد لاستخدام التدليك لعلاج الألم الليفي العضلي، أو أظهرتا تحسُّناً قصير الأمد.
  • يجري استخدامُ المكمِّلات التي تحتوي على أحد مشتَّقات الأحماض الأمينية، وهو إس – أدينوزيل - إل - مثيونين SAMe (S-Adenosyl-L-Methionine)، في مجموعة متنوِّعة من المشاكل الصحِّية. وعلى الرغم من أنَّ العديدَ من الدراسات الصغيرة التي أُجريَت على الألم الليفي العضلي أظهرت نتائجَ مختلطة، إلاَّ أنَّ هناك بعض الأدلَّة على ظهور بعض الفوائد. ولكن، خلصت المراجعة إلى الحاجة إلى المزيد من البحث.
  • وأخيراً, ووفقاً للباحثين المراجعين، فإنَّ أدلَّةَ الأبحاث لا تزال غير كافية لاستخلاص استنتاجات نهائية حول فعَّالية الطبِّ البديل والتكميلي وطرق العلاجات الأخرى، مثل الارتجاع البيولوجي والمعالجة اليدوية والتنويم المغناطيسي واستخدام المغناطيس، في علاج الألم الليفي العضلي.


بحوث الطبِّ البديل والتكميلي على الألم الليفي العضلي

يموِّل المركزُ الوطني الأمريكي للطب التكميلي والبديل NCCAM تجاربَ سريرية تدرس أثرَ الطبِّ البديل والتكميلي في الألم الليفي العضلي، بما في ذلك:
  • أثر استخدام التاي تشي (في الطبِّ الصيني) في آلام العضلات والعظام والتعب ونوعية النوم والضغط النفسي والأداء البدني والحالة الصحِّية لمرضى الألم الليفي العضلي.
  • تقنيات تصوير الدماغ لتحديد ما إذا كان الوخزُ بالإبر يخفِّف الألمَ الذي يسبِّبه الألم الليفي العضلي.
  • فعَّالية استخدام شكل من أشكال الارتجاع البيولوجي بتَخطيطِ كهرَبِيَّةِ الدِّماغ EEG)) في علاج الألم الليفي العضلي.


قبلَ التفكير في استخدام الطبِّ البديل والتكميلي لعلاج الألم الليفي العضلي

  • يجب أن يتحدَّثَ المريضُ مع مقدِّمي الرعاية الصحية عن العلاج الذي يفكِّر في استخدامه، ويطرح أيَّة أسئلة حول ذلك؛ فقد يعرف مقدِّمو الرعاية الصحية عن العلاج الذي يسأل عنه الشخص، وينصحونه حولَ سلامة استخدامه وفعَّاليته المحتملة في تخفيف أعراض الألم الليفي العضلي.
  • إذا كان الشخصُ يفكِّر في استخدام إحدى طرق العلاج بالطبِّ البديل والتكميلي، مثل الوخز بالإبر، يجب أن يتأكَّدَ من المصدر الموثوق للقيام بذلك (مثل الطبيب الذي يعالج عنده إصابته بالألم الليفي العضلي أو أحد المستشفيات القريبة أو إحدى المدارس الطبِّية). وعلى الرغم من أنَّ العلاج بالوخز بالإبر يعدُّ آمناً بشكل عام، قد يؤدِّي إلى بعض المضاعفات إذا لم يجرِ تعقيم الإبر بشكلٍ كاف, أو إذا لم يُطبَّق العلاجُ بشكل صحيح.
  • إذا كان الشخصُ يفكِّر في تناول المكمِّلات الغذائية، يجب أن يضعَ في اعتباره أنَّها يمكن أن تتفاعلَ في الجسم كالأدوية, وقد تسبِّب مشاكل صحية إذا لم تُستخدَم بشكل صحيح، أو في حالة تناول كميات كبيرة منها؛ وقد يتفاعل بعضُها مع الأدوية التي يتناولها الشخص. ولذلك، يمكن لمقدِّمي الرعاية الصحية الذين يراجعهم مريض الألم الليفي العضلي تقديمَ النصح حول ذلك.
  • يجب أن يخبرَ الشخصُ مقدِّمي الرعاية الصحية عن طرق العلاج التكميلية أو البديلة التي يستخدمها, ويزودهم بجميع التفاصيل ليضمنَ حصولَه على رعاية صحِّية آمنة ومنسَّقة.


 -----------------------------------------------------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق