السبت، 15 ديسمبر 2018

داء البلهارسيا Schistosomiasis



داء البلهارسيا

Schistosomiasis
الطفيليات التي تسبب مرض البلهارسيا
داء البلهارسيا، هو مرض تسببه طفيليات من مجموعة المثقبات (Trematodes). وهي تشبه الملاريا من حيث الأثر الاجتماعي - الاقتصادي والصحي. وهو مَرَضٌ مُتَوَطِّن (Endemic disease) في 74 دولة ويسود التقدير بأن عدد الحاملين لهذا الطفيل يصل الى قرابة 200 مليون شخص. من بينهم حوالي 20 مليون اصيبوا بالمرض بشكله الحاد و120 مليون آخرين يشعرون  بالأعراض. غالبية المرضى يعيشون في أفريقيا والقليل منهم في جنوب أمريكيا والشرق الأقصى.
انتشار داء البلهارسياغالبية المرضى بداء البلهارسيا يعيشون في أفريقيا
يصيب داء البلهارسيا أيضاً، سكان بعض الدول العربية. فمثلاً تعتبر مصر من اكثر البلاد العربية معاناة وصراعا مع داء البلهارسيا الذي بدأ فيها منذ عهد الفراعنة كما تؤكد ذلك اوراق البردي التي يرجع تاريخها إلى 1300 سنة قبل الميلاد. وفي وقت ما كانت البلهارسيا تصيب عدة ملايين من الأطفال والشباب في مصر وكانت الاصابة بها تحدث في سن مبكرة للاطفال بين ثلاث و خمس سنوات مما يؤدي إلى تحكم المرض في الجسم وكانت هناك بعض القرى المصرية الريفية التي تصل الاصابة فيها إلى نسبة 95% .
هناك خمسة أنواع من مرض البلهارسيا التي تسبب المرض للإنسان، وهي: المنسونية (S.mansoni)، البلهارسيا الدموية (S.haematobium)، اليابانية (S.japonicum)، الميكونوغية (S.mekongi)، والمقحمة (S.intercalatum). يتميز هذا الطفيل بدورة حياة فريدة من نوعها، حيث انه عندما يصل الى مرحلة البلوغ من حياته، تبيض الأنثى حوالي 300 بيضة في اليوم. هذه البيوض (التي يبلغ حجمها 55x145 ميكرو) تفقس عندما تصل إلى مجمع للمياه العذبة، وتخرج من داخلها طُفَيْليات (Miracidia) ذات السياط. وتقوم الطفيليات بنقل العدوى الى محارات (حلزونات) معينة، وبعد 4-6 أسابيع من التكاثر تفقس طفيليات على شكل ذانِبة (Cercaria).
يمكن لهذه الذانبة (Cercaria) اختراق جلد الإنسان،  حيث تتحول الى بلهارسيا وتنتقل للرئات. وبعد امضاء فترة قصيرة في الرئات، ينتقل الطفيل عن طريق الجهاز الهضمي إلى محطته الأخيرة، إلى الأوعية الدموية في الأمعاء أو إلى منطقة مثانة البول. تتركز الديدان البالغة، والتي تعيش ما بين 5-10 سنوات، في الأوعية الدموية المؤدية إلى الكبد أو إلى المثانة البولية.
الإصابة بالطفيل تتم بعد السباحة في مجمع مياه عذبة ملوث  بالذوانِب (Cercaria). في المرحلة الأولى بعد الإصابة يشعر المصاب بحكة خفيفة في الجلد، وفي المرحلة التالية يصاب بالسعال الذي يتواصل لعدة أيام وترافقة حمى. أما المرحلة الأخيرة فتتعلق بالنوع المحدد للطفيل. في داء البلهارسيا تظهر أعراض تتعلق بجهاز البول، مثل حرقة ونزيف في البول، وانسداد الحالبين (ureters).
في مراحل متقدمة أكثر يتعلق المرض بسرطان المثانة البولية. في بلهارسيات الجهاز الهضمي تتركز الأصابة بالكبد. ويعود سبب هذه الإصابة الى البيوض  التي يتم نقلها إلى أوردة الكبد وتسبب تشمع الكبد (Liver cirrhosis) وانسداد الأوعية الدموية.


    تشخيص داء البلهارسيا

    تشخيص داء البلهارسيا
    يستوجب تشخيص المرض خلفية وبائية (epidemiological) ملائمة، إلا أن التأكيد النهائي للحالة يتم بعد إيجاد بيض في فحص البول، أو في عينة البراز. من المفضل القيام بتجميع البول خلال 4 ساعات، خلال ساعات الظهيرة. في الحالات الأولى يمكن ايجاد مضادات، وفي الحالات المزمنة تكون البطن منتفخة مع تضخم في الكبد أو الطحال (Hepatosplenomegaly).

    علاج داء البلهارسيا

    العلاج الحديث لمرض البلهارسيا بسيط ويعتمد على تناول البرازيكوانتيل (Praziquantel) لمدة يوم واحد، أو كبديل: أوكسامنيكين (Oxamniquine) أو ميتريفونات (Metrifonate).

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق