نظرة متعمقة على الفوائد الصحية لفول الصويا
إعداد أ.د. عاطف محمد إبراهيم
كلية الزراعة - جامعة الإسكندرية - جمهورية مصر العربية
إعداد أ.د. عاطف محمد إبراهيم
كلية الزراعة - جامعة الإسكندرية - جمهورية مصر العربية
- مقدمة:
في حين أن هناك شكوك حديثة تثار حول فعالية منتجات فول الصويا, كمنتجات تعزز الصحة, فإن هناك أدلة تشير إلى العديد من الفوائد الصحية ترتبط في واقع الأمر باستهلاك منتجات فول الصويا, و في هذا المقال سنلقي الضوء على المفهوم الحالي حول استخدام منتجات فول الصويا كأغذية وظيفية و مغذيات.
2 - المكونات النشطة بيولوجيا: تعد بذور الصويا مصدراً للعديد من المركبات النشطة بايولوجياً مثل الأيزوفلافونات " isoflavones " و التي تعمل مثل الاستروجينات النباتية " phytoestrogens" و التي توجد بشكل طبيعي في النباتات ولها خصائص استروجينية بسبب التشابه الهيكلي والوظيفي لاستراديول " estradiol" شكل (1) . و الأيزوفلافونات الرئيسية الموجودة في الصويا هي جزيئات دايزين daidzein"" و ججينستين " genistein" التي أظهرت آثاراً ضعيفة للإستروجين. و تجب ملاحظة أن هذه الاستروجينات النباتية تحمل خصائص كلٍ من الإستروجين" " estrogenic و مضادات الإستروجين antiestrogenic" " حيث أنها تتنافس مع الإستراديول" estradiol " للربط مع مستقبلات هرمون الإستروجين .
كما تحتوي بذور فول الصويا على بروتينات مرتبطة أو تدخل في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية للمستهلكين المنتظمين لمنتجات فول الصويا. هذا ويرتبط تأثير بروتينات فول الصويا مع انخفاض الكولسترول في الدم من خلال آليتين رئيسيتين هما:
1. حبس أحماض الصفراء داخل الأمعاء بواسطة فتات أو شظايا البروتين غير القابل للهضم, مما يقلل من إعادة امتصاص الكلسترول في القولون, كما يسرع في القضاء عليها و استئصالها مع خروج البراز.
2. بينت أيضاً نتائج العديد من الدراسات أن هضم بروتينات فول الصويا يطلق الببتيدات التي تمنع بعض الأنزيمات المشاركة في تخليق الكولسترول الكبدي, هذا بالإضافة إلى أن الاستروجينات النباتية و البروتينات و المستويات العالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة في زيت فول الصويا وكذلك الألياف الموجودة بأغلفة البذور تساهم في زيادة الفوائد الصحية لبذور فول الصويا.
3 - دور مكونات فول الصويا في حالات مرضية معينة: على الرغم من الآليات المتعلقة ببعض الفوائد الصحية لبذور فول الصويا لم يتم توضيحها بشكل كامل, غير أن هناك أدلة وفيرة من التجارب البشرية و الحيوانية تبين أن الاستهلاك المنتظم لمنتجات فول الصويا يمكن أن يوفر فوائد صحية جمة, و بالإضافة إلى ذلك, فقد أظهرت الدراسات الوبائية التي أجريت في الصين و اليابان, أن هناك انخفاض في حالات الإصابة بأمراض القلب و بعض أشكال السرطان و كذلك أعراض انقطاع الطمث, حيث يظهر أن الاستهلاك الفردي لمنتجات فول الصويا في تلك البلدان هو الأعلى في العالم, و في السياق التالي سنلقي نظرة ثاقبة على الآثار المحتملة لمنتجات فول الصويا على الحالات أو الظروف الصحية و المرضية.
في حين أن هناك شكوك حديثة تثار حول فعالية منتجات فول الصويا, كمنتجات تعزز الصحة, فإن هناك أدلة تشير إلى العديد من الفوائد الصحية ترتبط في واقع الأمر باستهلاك منتجات فول الصويا, و في هذا المقال سنلقي الضوء على المفهوم الحالي حول استخدام منتجات فول الصويا كأغذية وظيفية و مغذيات.
2 - المكونات النشطة بيولوجيا: تعد بذور الصويا مصدراً للعديد من المركبات النشطة بايولوجياً مثل الأيزوفلافونات " isoflavones " و التي تعمل مثل الاستروجينات النباتية " phytoestrogens" و التي توجد بشكل طبيعي في النباتات ولها خصائص استروجينية بسبب التشابه الهيكلي والوظيفي لاستراديول " estradiol" شكل (1) . و الأيزوفلافونات الرئيسية الموجودة في الصويا هي جزيئات دايزين daidzein"" و ججينستين " genistein" التي أظهرت آثاراً ضعيفة للإستروجين. و تجب ملاحظة أن هذه الاستروجينات النباتية تحمل خصائص كلٍ من الإستروجين" " estrogenic و مضادات الإستروجين antiestrogenic" " حيث أنها تتنافس مع الإستراديول" estradiol " للربط مع مستقبلات هرمون الإستروجين .
كما تحتوي بذور فول الصويا على بروتينات مرتبطة أو تدخل في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية للمستهلكين المنتظمين لمنتجات فول الصويا. هذا ويرتبط تأثير بروتينات فول الصويا مع انخفاض الكولسترول في الدم من خلال آليتين رئيسيتين هما:
1. حبس أحماض الصفراء داخل الأمعاء بواسطة فتات أو شظايا البروتين غير القابل للهضم, مما يقلل من إعادة امتصاص الكلسترول في القولون, كما يسرع في القضاء عليها و استئصالها مع خروج البراز.
2. بينت أيضاً نتائج العديد من الدراسات أن هضم بروتينات فول الصويا يطلق الببتيدات التي تمنع بعض الأنزيمات المشاركة في تخليق الكولسترول الكبدي, هذا بالإضافة إلى أن الاستروجينات النباتية و البروتينات و المستويات العالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة في زيت فول الصويا وكذلك الألياف الموجودة بأغلفة البذور تساهم في زيادة الفوائد الصحية لبذور فول الصويا.
3 - دور مكونات فول الصويا في حالات مرضية معينة: على الرغم من الآليات المتعلقة ببعض الفوائد الصحية لبذور فول الصويا لم يتم توضيحها بشكل كامل, غير أن هناك أدلة وفيرة من التجارب البشرية و الحيوانية تبين أن الاستهلاك المنتظم لمنتجات فول الصويا يمكن أن يوفر فوائد صحية جمة, و بالإضافة إلى ذلك, فقد أظهرت الدراسات الوبائية التي أجريت في الصين و اليابان, أن هناك انخفاض في حالات الإصابة بأمراض القلب و بعض أشكال السرطان و كذلك أعراض انقطاع الطمث, حيث يظهر أن الاستهلاك الفردي لمنتجات فول الصويا في تلك البلدان هو الأعلى في العالم, و في السياق التالي سنلقي نظرة ثاقبة على الآثار المحتملة لمنتجات فول الصويا على الحالات أو الظروف الصحية و المرضية.
شكل (1): يبين البناء الكيميائي لإستريدول و أيزوفلافين الصويا
.3 - 1 : أمراض القلب والأوعية الدموية (الأمراض القلبية الوعائية) (CVD)
قد توفر الأيزوفلافونات الموجودة بفول الصويا فوائد صحية للقلب و الأوعية الدموية و ذلك عن طريق تحسين مرونة الشرايين, و هي وظيفة الأوعية الدموية و التي عادة ما تقل مع تقدم السن, و لاشك أن تحسين وظيفة الشرايين يمكن أن يعمل على خفض ضغط الدم كما يمنع تطور زيادة ضغط الدم للأمراض ذات الصلة. و مع ذلك فإن التأثير الرئيسي المفيد لفول الصويا فيما يتعلق بأمراض القلبية الوعائية يرتبط بقدرتها على خفض الكولسترول في الدم و الحد من أكسدة الدهون و تحسين حالة الدهون كما بينت الدراسات الحيوانية و البشرية و التي أوضحت أن التأثير المفيد كان بسبب البروتينات السليمة, و مما يدل على ذلك أن خليط الأحماض الأمينية لم يكون له أثر واضح في خفض الكولسترول على عكس بروتين فول الصويا. و تقترح المنظمة الصحية المعتمدة بالولايات المتحدة الأمريكية أن استهلاك 25جرام أو أكثر من فول الصويا يومياً (كجزء من النظام الغذائي المنخفض في الدهون المشبعة) كان مرتبطاً بانخفاض مستويات الدهون الكلية و كذلك مستوى البروتين ألدهني المنخفض الكثافة ( الكولسترول) (LDL), خاصة في الأفراد اللذين لديهم بالفعل ارتفاع مستويات الكولسترول. كما أن بروتين فول الصويا يحفز من زيادة تعبير أنزيم سوبرأوكسيد ديزميوتيز الفائق " superoxide dismutase (SOD)" و هو أنزيم مضاد للأكسدة بتحويل أنيون السوبرأوكسيد السام إلى ماء غير ضار. وهكذا و عن طرق الحد من مستوى الأصول الحرة, يعمل بروتين فول الصويا على منع ضرر الأكسدة الذي يحدث لجزيئات الكلسترول المنخفض الكثافة" LDL" و منع تكون كتل الخلايا التي يمكن أن تغلق الأوعية الدموية. و يعتقد أن بروتين فول الصويا له القدرة على خفض الكولسترول و ذلك بسبب قدرته على إعادة تنظيم مستويات مستقبلات الكلسترول المنخفض الكثافة" LDL" في الكبد, مما يزيد من أيض (تمثيل) الكلسترول المنخفض الكثافة, و لكنه يقلل من تركيز هذا الكولسترول " LDL" في البلازما, كما أن بروتينات فول الصويا لها أيضاً تأثيراً مفيداً في الحد من وزن الجسم و كتلة الدهون. و فقدان الوزن و تأثير بروتين الصويا على ذلك تم تأكيده من خلال العديد من الدراسات الإنسانية على أن فول الصويا يؤدي لحدوث تأثيرات جوهرية (6 - 12 ٪) في مستويات الكولسترول في البلازما. و يرجع فقدان الوزن جزئياً إلى حقيقة أن بروتين فول الصويا يزيد من تشبع و أكسدة الدهون عقب الأكل و التي يعزى إليها خفض مستويات الدهون و الأنسولين, كما أن زيادة التشبه هذه تقلل من السعرات الحرارية الإجمالية, في حين أن المعدل المرتفع لأكسدة الدهن تخفض من نواتج الأحماض الدهنية التي يمكن أن تتراكم في الأنسجة الدهنية. و بغض النظر عن الآثار المفيدة لاستهلاك فول الصويا - سواء أكان منفرداً أو بملازمة أغذية أخرى - و استخدامه كبديل جزئي للبروتينات الحيوانية, فإنه يقلل من كلسترول البلازما خاصة في المرضى اللذين يعانون من فرط الكلسترول.
وقد ترجع الآثار الصحية المفيدة للقلب في بروتينات فول الصويا إلى الوحدات الفرعية (الجلوبيولين¢ 7S) و التي تنظم نشاط مستقبلات الكلسترول LDL في كبد الفئران, وقد صاحب ذلك نقص في مستويات الكلسترول في البلازما و كذلك مستويات الدهون الثلاثية, و تجب معرفة أن التغذية على أصناف فول الصويا الخالية من تلك الوحدات الفرعية كانت غير فعالة في خفض الكلسترول. و هنا تجب الإشارة إلى معنى (الجلوبيولين¢ 7S) - عبارة عن بروتين غني بحمض السستين من بذور فول الصويا, يتكون من وحدات فرعية متصلة ببعضها في سلسلة برابطة ثنائية الكبريتيد.
ومع ذلك فإن هذه النتائج لا يمكن تكرارها على نفس الأسس, مما يضفي ظلالاً من الشك على إمكانية جلوبيولين فول الصويا 7S في خفض الكلسترول, غير أن تجارب التدخل البشري باستخدام جلوبيولين فول الصويا 7S (5 جرام / يوم), بينت أنه قد حد من وزن الجسم, الدهون الثلاثية و الدهون الحشوية (الداخلية) غير أنه أدى لزيادة في مستوى الكلسترول المرتفع الكثافة HDL في الأفراد اليابانيين اللذين يعانون من زيادة معتدلة في الوزن مع زيادة شحوم الدم.
و تشمل آليات العمل المقترحة لبروتينات فول الصويا, تثبيط تخليق الأحماض الدهنية من خلال و كذلك الحد من تخليق الكلسترول من خلال تثبيط نشاط مساعد الأنزيم hydroxymethylglutaryl- coenzyme A (HMG-CoA) reductase activity.. و خلال عمليات هضم بروتينات فول الصويا بالجهاز الهضمي تنطلق الببتيدات النشطة حيوياً (بيولوجياً).
هذه الببتيدات النشطة حيويا صغيرة الحجم بما يكفي كي يسهل امتصاصها في نظام الدورة الدموية التي تحملها إلى الكبد, حيث تثبط الأنزيمات المشاركة في تخليق الكلسترول أو تنشيط مستقبلات LDL. و قد تبين أيضاً أن بروتينات فول الصويا 7S قد تكون بمثابة مضاد للأكسدة, كما يتضح من حقيقة الأمر أن حمية فول الصويا أخرت من مرحلة أكسدة LDL المرتبط بالنحاس مقرنة بحمية (النظام الغذائي ) للكازين casein. الكازين عبارة عن بروتين موجود في حليب الثدييات, حيث يشكل 80 ٪ من البروتينات في حليب البقر و من 20 ٪ إلى 40 ٪ من البروتين الموجود في حليب الإنسان, و للكازين مدى واسع من الاستخدامات بداية اعتباره مكون أساسي في الجبن, كما يضاف للأغذية و في صناعة ثقاب الأمان و كمصدر للغذاء, كما يوفر الأحماض الأمينية و الكربوهيدرات و اثنين من العناصر الأساسية وهي الكالسيوم و الفسفور.
و بغض النظر عن وحدات الجلوبيولين 7S و S11, فإن بذور فول الصويا تحتوي أيضاً على لوناسين lunasin وهو أحد الببتيدات العديدة و التي على 43 حمض أميني, و أن وجود اللوناسين في بلازما الإنسان يؤكد على أن امتصاص البروتين من الوجبات المحتوية على فول الصويا هو أمراً ممكناً. كما يعمل اللوناسين كعامل Hypocholesterolemia ( و التي تعني وجود مستويات منخفضة بشكل غير طبيعي من الكلسترول في الدم على الرغم من ارتفاع الكلسترول الكلي في الدم (فرط الكلسترول) المرتبط بأمراض القلب و الأوعية الدموية, عيب هذا النقص في إنتاج الكلسترول في الجسم ممكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة, كما يعد الكلسترول مكون أساسي في أغشية الخلايا الحيوانية و اللازم للحفاظ على نفاذية و سيولة تلك الأغشية), أي أن اللوناسين يقلل من كلسترول الدم عن طريق زيادة إنتاج مستقبلات LDL, مما يسهل من إزالة الكلسترول المنخفض الكثافة LDL من البلازما. و ربما يكون تفسير دور أو أثر كعامل Hypocholesterolemia قد يكون أمراً مشوشاً, غير أن ذلك قد يرجع لوجود الأيزوفلافونات ذات الخصائص النشطة بايولوجياً. و يبدو ملاحظة ما إذا كان مستوي الكلسترول الأقل من المتوسط يسبب أضرار مباشرة, إلا أنه غالباً ما يكون مرتبطاً بأمراض معينة.
في هذا الصدد, لم يتم الاستناد على أي استنتاج ملموس وذلك بسبب النتائج المتضاربة التي تحصل عليها من التجارب الحيوانية و البشرية, فعلى سبيل المثال, لم يكن هناك أي تأثير على مستوى الكلسترول عند تغذية بعض الكائنات الحيوانية الرئيسية على نظام الكازين الغذائي المعضد بمستخلص فول الصويا الغني الأيزوفلافونات, و في المقابل, وجد أن النسوة اللائي كن في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث و اتبعن النظام الغذائي لفول الصويا (128.7 مليجرام / يوم) و ذلك لمدة ثلاث دورات طمث, حدث لديهن انخفاض في مستوى الكلسترول المنخفض الكثافة LDL في حدود 7 - 10 ٪, كما وجد أن استهلاك الرجال المسنين لمنتجات فول الصويا أدى لوجود ارتباط بين كلسترول البلازما و التركيز الكلي للأيزوفلافونات.
و في العديد من تجارب تغذية الإنسان, وجد أن استهلاك الأيزوفلافونات أدى إلى حدوث انخفاض كبير في الكلسترول الكلي و الكلسترول المنخفض الكثافة LDL و قد صاحب ذلك زيادة في مستوى الكلسترول العالي الكثافة HDL, في المقابل وجد أن استهلاك بروتينات فول الصويا المحتوية على مستوى منخفض من الأيزوفلافينات (0.15 مليجرام / جرام) لم يكن له أية آثار مفيدة على خفض مستوى الكلسترول في الدم. هذا و قد أظهرت التجارب البشرية و التجارب الحيوانية أن إتباع نظام غذائي غني بالأيزوفلافونات أدى إلى زيادة مقاومة الكلسترول المنخفض الكثافة LDL لكتيونات النحاس Cu 2+ التي تعمل على أكسدة بعض المواد البشرية و ذلك مقارنة بالنظام الغذائي القليل في محتواه من الأيزوفلافون.
حقيقة هامة أخرى وهي أنه يبدو أن وجود الأيزوفلافونات يعمل على عدم استنفاذ مضادات الأكسدة الأخرى, حيث وجد أن مستوى التوكوفيرول " tocopherol" في مصل الدم قد ازداد عقب إتباع نظام غذاء فول الصويا الذي يحتوي على الأيزوفلافين. و من المحتمل أن الاختلافات الغذائي للكمية الكلية من الأيزوفلافين و نسبة 12 من الأيزوفلافونات الرئيسية في فول الصويا قد تكون هي المسئولة عن تضارب بعض النتائج المرتبطة بالفوائد الصحية لمنتجات بروتين فول الصويا. و ربما يرجع ذلك لأن القوة الفردية للأيزوفلافونات قد تختلف, هذا فضلاً عن إمكانية تفاعلات التأزرية أو المضادة داخل مجموعة الأيزوفلافون أو بين هذه المجموعة وغيرها الاستروجينات النباتية " phytoestrogens" التي قد تكون موجودة في النظام الغذائي البشري النموذجي. كما أن هناك إمكانية أخرى أن معدل و مستوى تحول الأيزوفلافونات إلى إيكول " equal - عبارة عن هرمون الإستروجين غير استرودي non-steroidal estrogen يعمل كمضاد للأندروجين " androgen" وهو هرمون يتبع الاسترويدات " steroid hormone") في القولون و الذي يختلف داخل العشيرة الإنسانية. و المعروف أن الإيكول يعمل على زيادة إنتاج أكسيد النيتريك بكميات تمنع ارتفاع ضغط الدم. و على ذلك فإن الأفراد اللذين لديهم القدرة على تمثيل أو تحويل الأيزوفلافون إلى إيكول بمعدل مرتفع يظهر عليهم تحسن أفضل في أعراض الأمراض القلبية الوعائية مقارنة بنظرائهم اللذين تجرى داخلهم عملية التحول هذه بمعدل منخفض, و مع ذلك تشير أدلة أخرى متاحة أن الاستهلاك اليومي من فول الصويا ( بما فيها الأيزوفلافونات) ربما ليس لها تأثير جوهري على مستويات الكلسترول أو تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب. و لا زال استهلاك منتجات فول الصويا مرتفعاً و ذلك نظراً للتشجيع الذي تقدمه جمعية القلب الأمريكية, حيث أن بذور فول الصويا تحتوي على مستويات أعلى من الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة عن تلك الموجودة في اللحوم أو منتجات الألبان, كما أن بذور فول الصويا تعد أيضاً مصدراً جيداً للفيتامينات و المعادن و الألياف الغذائية.
3 - 2: الأمراض الكلوية
تم اختيار بروتين فول الصويا في مختلف الدراسات الحيوانية و البشرية كوسيلة لتحسين أو الحد من أمراض الكلى المزمنة, و قد عرف أنه من الأسباب الرئيسية لحدوث أمراض الكلى (اعتلال الكلى) هو مرض السكري من النوع الثاني و ما يرتبط بها من حالة الأكسدة العالية تزيد من أكسدة الكلسترول المنخفض الكثافة LDL إلى أنواع الأكسجين التفاعلية التي تشجع حدوث أضرار لشبكة الأوعية بالكلى, وبالإضافة إلى ذلك، يرتبط مرض السكري من النوع الثاني مع ارتفاع نسبة الدهون في الدم و التي تزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم، مما يسهم في تدهور وظائف الكلى. وقد أظهرت بروتينات فول الصويا آثار مضادات الأكسدة وآثار خفض الدهون في الدم و التي يمكن استخدامها لتعديل عوامل الخطر (ارتفاع نسبة الدهون في الدم وأكسدة LDL) المرتبطة باعتلال الكلية. و في مرضى النوع الثاني و اللذين يعانون من اعتلال الكلى, وجد أن استبدال 50 ٪ من البروتين الحيواني ببروتين فول الصويا أدى إلى حدوث تحسينات كبيرة في وظائف الكلى كنتيجة لنقص حالة البروتينيوريا ""proteinuria (وجود كميات غير طبيعية من البروتين في البول، والتي قد تشير إلى الأضرار التي لحقت الكلى(, و نقص اليوريا في البول و كذلك الفسفور. كذلك أدى استبدال النظام الغذائي ببروتين فول الصويا إلى حدوث خفض كبير في مستوى الكلسترول الكلي في البلازما و الدهون الثلاثية و الكلسترول المنخفض الكثافة LDL, و ذلك مقارنة بالنظام الغذائي المعتمد على البروتين الحيواني, و الأهم من ذلك أن النظام الغذائي المعتمد على فول الصويا لم يؤثر في LDL, وهو الشكل المفيد من البروتينات الدهنية. و مع ذلك فإن استبدال فول الصويا في النظام الغذائي لم يقلل من ارتفاع ضغط الدم (أحد الأسباب الرئيسية المسببة لظاهرة ""proteinuria), مما يشير إلى أن انخفاض حدوث هذه الظاهرة ربما يرجع إلى قدرة بروتينات فول الصويا الحد من الترشيح الفائق " hyperfiltration" ) و هي الحالة التي يحث فيها ترشيح مفرط للعناصر المعدنية في البول), و التي تسبق بداية حدوث هذه الظاهرة proteinuria"" في مرضى السكري.
و يعتقد أن حماية الكلى ضد التأثيرات الضارة مثل المخدرات و غيرها من المواد الكيميائية الأخرى renoprotective"" من فول الصويا, يرجع جزئياً إلى وجود الأيزوفلافونات, التي يمكن أن تحاكي الهرمونات, و مع ذلك فإن استخدام أيزوفلافونات بروتين فول الصويا بمعدل (0.11 مليجرام أيزوفلافون / جرام بروتين) أحدثت نفس الحماية ضد التأثيرات الضارة التي تسببها المواد الكيميائية مماثلة لما تحدثه بروتينات فول الصويا العادية (3.62 مليجرام أيزوفلافون / جرام بروتين), مما يشير إلى أن البروتينات هي الأكثر مسئولية في الغالب عن الخصائص النشط بايولوجياً التي لوحظت. و في حقيقة الأمر أن استنفاذ أيزوفلافون البروتين أدى لحدوث نقص كبير في وزن الكلى و تكاثر الخلايا و حجم الكيس " cyst" و هو جيب غير طبيعي يحتوي على مواد سائلة أو غازية أو شبه صلبة بدرجة أكبر من بروتينات فول الصويا الغنية بالأيزوفلافون, ومع ذلك فإن الانخفاض في مستوى LDL المؤكسد كان أقل في البروتين المستنفذ في الأيزوفلافون, و ربما يرجع السبب في ذلك إلى المحتوى المرتفع من الأيزوفلافون في البروتين العادي و تعزيز قدرة أكبر كمضاد للأكسدة.
3 - 3: السرطان
أوضحت الدراسات الوبائية ظهور مستويات أقل من السرطان, و خاصة سرطان الثدي و سرطان البروستاتا في الصين و اليابان مقارنة بالبلدان الغربية, و يعتقد أن خذا الاتجاه يرجع إلى الاختلافات في النظم الغذائية و نمط الحياة, و خاصة استهلاك منتجات فول الصويا التي تعد الأعلى استهلاكاً في كلٍ من الصين و اليابان, و من ثم كان هناك توقع منذ فترة طويلة أن لفول الصويا خصائص كيميائية تعمل ضد أشكال أو طرز معينة من السرطان. فعلى سبيل المثال, وجد أن النسوة الأمريكيات من أصول أسيوية و اللائي ولدن و تربين في أقطار غربية كان لديهن خطر تطور الإصابة بسرطان الثدي بنسبة (60 ٪) أعلى من النسوة اليابانيات و الصينيات. و في العديد من الدراسات التي تتبعت أساليب و أنماط المهاجرين, ظهر دليل جلي على أن أولئك اللذين يتبعون النمط الغذائي الغربي (المحتوي على نسبة عالية من الدهون و المنخفضة في الألياف) كان لديهن أعلى معدلات الإصابة بسرطان الثدي مقارنة بالوجبات الشرقية التقليدية المنخفضة في الدهون و المرتفعة بمحتواها من الألياف الغذائية و فول الصويا.و في التجارب البشرية، كانت هناك نتائج متضاربة مع الأغلبية تظهر علاقات إيجابية بين استهلاك فول الصويا وانخفاض حالات الإصابة بسرطان الثدي.
و في حين أن بعض الدراسات أوضحت أن أيزوفلافونات فول الصويا على وجه الخصوص عملت على انخفاض معدل تطور و حدوث سرطان الثدي, فإن البعض الآخر لم يظهر أدلة قاطعة على أن استهلاك الاستروجينات النباتية " phytoestrogens" عمل على خفض خطر تطور سرطان الثدي, و من ثم فقد أقترح أن انخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي الذي ينظر إليه في الدراسات الوبائية ربما يكون راضعاً للتعرض إلى الاستروجينات النباتية خلال التطور أو الحياة المبكرة.
و بالنسبة للرجال, قد يكون للأيزوفلافونات دوراً هاماً في التحكم في الوقاية من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا. و قد تسبب سرطان البروستاتا في مقتل حوالي 30,000 رجل بالولايات المتحدة خلال عام 2005 يليه السبب الثاني فقط و هو سرطان الجلد. و سرطان البروستاتا عبارة عن التكاثر المفرط المعتمد على الأندروجين " androgen" (هرمون جنس ذكري، مثل التستوستيرون(, و عادة ما ينطوي العلاج على استخدام مركبات ذات خصائص مضادة للهرمونات(androgen-deprivation properties" ADT " ) تستخدم في علاج البروستاتا و الخلايا السرطانية للبروستاتا و التي تتطلب وجود هرمونات الأندروجين , حيث يعمل هذا المركب على خفض مستويات هرمونات الأندروجين مع الأدوية أو الجراحة لمنع خلايا السرطان من النمو. غير أنه مع تطور المرض - في علم الأمراض - تصبح الخلايا السرطانية مقاومة لعلاج الأندروجين ، مما يؤدي إلى حدوث ورم خبيث والموت في نهاية المطاف. و في الأساس وجد أن مسار البروستاجلاندين " (PG) prostaglandin" (أي من مجموعة من المركبات ذات تأثيرات شبيهة بالهرمونات، ولا سيما تعزيز انقباضات الرحم. فهي الأحماض الدهنية الدورية).الذي يساهم في شدة الإصابة بسرطان البروستاتا, حيث يساهم البروستاجلاندين في تعزيز نمو الورم و الميتاستاسيس (metastasis = نمو و انتشار الأمراض (مثل الخلايا السرطانية) من الموقع الأولي أو الأساسي للمرض إلى جزء آخر من الجسم). و من ثم فإن المركبات التي تعدل مسار" (PG) prostaglandin"تعد أهم المركبات في علاج سرطان البروستاتا. و تجب الإشارة إلى أن مسار و عمل (PG) تعتمد اعتمادا كبيراً على أنشطة سيكلوكسيجناسيس " cyclooxygenases (COX)" و خاصة " COX-2" و كذلك مستقبلات (PG).
و بصرف النظر عن الأيزوفلافونات, فإن وجد مثبط أنزيم " Bowman-Birk protease" يمكن أن يسهم أيضاً بخصائص مضادة للسرطان الموجودة في بروتينات فول الصويا, و يعمل هذا المثبط كعامل مضاد للسرطان عن طريق:
1. حظر تحفيز تشكيل المكونات الناجمة عن أنواع الأكسجين النشطة.
2. تثبيط تعزيز و نمو الورم.
3. الحد من أو منع الجهاز الهضمي من تحويل البروتينات إلى أحماض أمينية, مما يعمل على حرمان الخلايا السرطانية السريعة النمو من الأحماض الأمينية الأساسية.
و في حالة سرطان القولون في الفئران, تم قمع عمل المواد المسرطنة و الذي ربما يكون نتيجة الامتصاص الخلوي لمثبط أنزيم Bowman-Birk protease inhibitor (BBI) و الذي عندئذ يسهل من تثبيط أنزيمات البروتوسيز " proteases" المشاركة في تحول الخلايا العادية إلى خلايا خبيثة. و في حالة سرطان الفم البشري, وجد أن التأثير المضاد للسرطان الذي يظهره هذا المثبط (BBI) كان مرتبطاً بتثبيط أنزيمات سرين بروتيسس " serine proteases = مجموعة أنزيمات التي تعمل على كسر الروابط الببتيدية في البروتين , و الذي هو علامة أو دليل حيوي لسطح الخلية السرطانية في الإنسان. أي علامة سطح الخلية الموجودة على سرطان الغدد الليمفاوية وخلايا اللوكيميا. و لتحديد بروتينات سطح الخلية على خلايا سرطان البنكرياس.
كما تم تحديد مركب آخر مضاد للسرطان في بذور فول الصويا وهو اللوناسين " lunasin" و هو عبارة عن بروتين مكون من 43 حمض أميني, و في النماذج الحيوانية, تبين أن اللوناسين يحد من ورم الجلد و ما يترتب عليه مع زيادة فترة كمون الورم مقارنة بالخلايا غير المعاملة.
و بالرغم من الكبر النسبي للببتيدات, فقد تبين ان اللوناسين يمتص بسهولة في دم البشر و الفئران عقب هضم بروتينات فول الصويا, وأن أحد الأسباب التي تعزز التوافر الحيوي من اللوناسين هو وجود مثبطات أنزيم protease في منتجات فول الصويا و التي تحمي اللوناسين من الانهيار البنائي بواسطة الإنزيمات المعوية مما يسمح بامتصاص البروتين من خلال نظام الدورة الدموية.
و الخصائص المضادة للأكسدة للوناسين أثبتت معملياً باستخدام نظام أكسدة حمض لينوليك Linoleic و التي يحدث خلالها أن البروتين و شظايا (قطع) الببتيدات تعمل على خفض معدل أكسدة الدهون (lipid peroxidation) , كما أن اللوناسين و شظية الببتيد 1(SKWQHQQDSCRKQLQGVNLTPC) تتمتع بخصائص إزالة أو كسح الأصول الحرة, و هذه الخاصية تم تقديرها باستخدام طريقة ( ABTS + radical cation assay) و ABTS عبارة عن مركب كيميائي يستخدم لمراقبة حركة تفاعل أنزيمات معينة, و تجدر ملاحظة أن وجود اللوناسين أو شظية الببتيد 1 الخاصة به لم يكن لها تأثير على حيوية الخلية , غير أنها كانت قادرة على خفض إنتاج أنواع الأكسجين التفاعلية (النشطة) " reactive oxygen species (ROS)". و قد لوحظ أن وجود مستويات مرتفعة من أنواع الأكسجين النشطة (ROS) يؤدي لحدوث إجهاد الأكسدة و الذي يؤدي بدوره إلى حدوث تغيرات في المعلومات الوراثية (تلف الحمض النووي DNA) و تحفيز إنتاج أو تشكيل السرطان. و بالتالي فإن الهيكل أو البناء الأساسي الكامل للوناسين يبدو أنه أمراً ضرورياً لتنظيم إنتاج السيتوكينين " cytokine", علاوة على ذلك وجد أن المناعة ربما تتطلب ربط أجسام مضادة معينة أو مستقبلات خلوية, و من ثم فإنه من المطلوب وجود طرز هيكلية أو بنائية (بناءات ثنائية و ثلاثية لبروتين اللوناسين.
3 - 4 : صحة العظم
لقد ارتبط وجود الأيزوفلافون بفول الصويا بتعزيز و تحسين حالة (صحة العظام) خاصة في النساء عقب انقطاع الطمث, و من المعروف أن انقطاع الطمث يرتبط بهشاشة العظم (انخفاض كثافة المعادن في العظام) و الذي يتطور نتيجة انخفاض مستوى الإستروجين في البلازما, و من ثم فإنه قد استخدم العلاج بالهرمونات البديلة مثل الإستروجين المصنع الذي أبدى كفاءة عالية في الحد من التقدم المرضي و كثافة هشاشة العظام.
و مع ذلك فإنه نظراً للآثار الجانبية السلبية المحتملة ( على سبيل المثال, سرطان الثدي) من العلاج بهرمون الإستروجين في بعض النسوة, تركز الاهتمام على استخدام مشابهات (محاكاة) الهرمون مثل أيزوفلافون فول الصويا لعلاج هشاشة العظام , وقد أظهرت الأدلة الوبائية الأولية أنه قد حدث خفض بشكل كبير في حدوث كسور العظام المرتبطة بهشاشة العظام في نساء جنوب و شرق آسيا مقارنة بالنساء الغربيات, الحالة التي تعزى إلى استهلاك مستويات مرتفعة من منتجات فول الصويا في آسيا. و قد أظهرت التحاليل المختلفة أن أيزوفلافين فول الصويا خفض بشكل كبير من مستوى الببتيد دي أوكسيبيريدينولين deoxypyridinoline"" في البول و التي تعد علامة على حدوث تفكك الأنسجة العظمية و كسر خلاياها و تحرر العناصر المعدنية, مما يؤدي لنقل الكالسيوم من الأنسجة العظمية إلى الدم و الخلايا الآكلة osteoclasts"" و هي خلايا متعددة الأنوية و تحتوي على العديد من الميتوكوندريا و الليسومات. و خلال إعادة تشكيل العظام, وجد أن الببتيد دي أوكسيبيريدينولين تزال من الخلية إلى الخارج و تنطلق إلى الدورة الدموية و تفرز في البول, و من ثم فإن المستويات المرتفعة من دي أوكسيبيريدينولين تشير إلى ارتفاع معدل إعادة تشكيل العظام و الذي يتسبب في نقص كثافة المعادن. و بخفض كمية دي أوكسيبيريدينولين المتسربة من العظام, و تعمل أيزوفلافونات فول الصويا على تقليل إعادة تشكل العظام و تأخير تطور حدوث الهشاشة. و كان تأثير أيزوفلافونات فول الصويا أكثر قوة في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث في النساء عنه في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث, مما يشير إلى أن التأثير للإستروجين تحت ظروف نقصه يوفر تأثيرات مفيدة للعظم.
و التأثيرات المفيدة لأيزوفلافونات فول الصويا ترتبط باستهلاك أكبر من 90 مليجرام / يوم خلال فترة الاختبار الأكثر من 12 أسبوع, و مع ذلك و بسبب المستويات المختلفة من الأيزوفلافونات كان هناك تقارير متباينة من التجارب السريرية تتعلق بفوائد الأيزوفلافونات, و علي وجد أن الأمر يتطلب المزيد من التجارب الطبية مستقبلاً وذلك لتوفير معلومات أفضل عن نشاط هذه المركبات, المدة اللازمة و الآثار السلبية المحتملة.
3 - 5: سن اليأس (انقطاع الطمث)
إن فقدان هرمون الأستروجين أثناء انقطاع الطمث, يؤدي إلى ظهور أعراض شائعة مثل دورات سخونة (حمى), تعرق الليلي , تهرش, آلام المفاصل, فترات ثقيلة غير منتظمة و ضعف التركيز, و الاستروجينات النباتية " Phytoestrogens" مثل أيزوفلافونات الصويا قد توفر الشفاء من أعراض هذه الحالات حيث أن لها المقدرة على ربط مستقبلات هرمون الأستروجين و محاكاة هذا الهرمون, و من ثم فإن العلاج بالهرمونات التي تستخدم فيها استروجينات فول الصويا البديلة لهرمون الإستروجين المخلق (الصناعي) قد تقلل من ظهور أعراض انقطاع الطمث.
و قد دلت الدراسات الوبائية أن نسبة النسوة الأوروبيات اللائي يتعرضن للنوبات الحرارية (الحمى) خلال سن اليأس كانت أعلى من نسبة الموجودة في النسوة الصينيات, و يعتقد أن ذلك قد يرجع لمعدل الاستهلاك المرتفع من فول الصويا من قبل النسوة الصينيات. و مع ذلك فإنه لم يعرف بعد ما إذا كان استهلاك منتجات فول الصويا مدى الحياة ضروري للنسوة من أجل تجربة الآثار المفيدة للأستروجينات النباتية لفول الصويا, و لقد أظهرت نتائج العديد من التجارب البشرية المتحكم فيها أنه كان هناك انخفاض في دورات الحمى الحرارية في المجموعة التي على فول الصويا أو مكملات الأيزوفلافون. و كشفت هذه الدراسات أيضاً أن التأثير المفيد لاستهلاك الاستروجينات النباتية كان أكثر ظهوراً في النسوة اللائي كن يعانين من نوبات الحمى الساخنة بشدة, بل أكثر من ذلك وجد أن تناول الوجبة اليومية المدعمة بـــ 25 من بروتين الصويا و المحتوية على 125 مليجرام أيزوفلافونات عملت على الحد من تصلب الشرايين في الشابات الأصحاء (أقل من 5 سنوات بعد سن اليأس) و اللائي كن معرضات لخطر تطور الإصابة بأمراض القلب و الأوعية الدموية.
3 - 6: مرض الكبد ألدهني غير الكحولي
كنتيجة للاختلال الأيضي المرتبط بمقاومة الأنسولين, يكون هناك مستوى متزايد من الأحماض الدهنية الحرة Free fatty acids (FFAs) بالبلازما و التي تتراكم في الكبد مسببة الالتهاب و التليف. كما أن ارتفاع دورة انتقال الأحماض الدهنية الحرة (FFAs) يؤدي إلى إنتاج المزيد من السيتوكروم P4502E1(CYP2E1) و زيادة أكسدة الدهون مما يعمل على ضرر الكبد نتيجة تعرضها لجهد الأكسدة. و يمكن أن يؤدي تطور تراكم الأحماض الدهنية بالكبد إلى حالة تسمي "الالتهاب الكبدي الدهني غير الكحولي" ("nonalcoholic steatohepatitis (NASH)") سواء مع أو بدون تليف الكبد. و يرتبط الالتهاب الكبدي الدهني غير الكحولي (NASH) بمقاومة الأنسولين و الذي يرتبط بعدة اضطرابات أيضية مختلفة مثل السمنة (البدانة), ارتفاع ضغط الدم غير عادي و مرض السكري و ارتفاع مستويات الدهن بالدم " Hyperlipidemia" و هذا بدوره يؤدي إلى زيادة خطر أمراض الأوعية الدموية و بالتالي خطر الإصابة بالسكتة الدماغية و أمراض القلب. و في التجارب التي أجريت على الفئران التي تم تغذيتها على نظام غذائي يحفز حدوث الالتهاب الكبدي الدهني غير الكحولي (NASH) و المضاف إليها بروتين فول الصويا, وجد أن دمج بروتين فول الصويا في النظام الغذائي أدى إلى تحسين نسبة الكولسترول العالي الكثافة HDL / الكولسترول المنخفض الكثافة LDL بالإضافة إلى خفض الجلسريدات (الدهون) الثلاثية triglycerides و الأحماض الدهنية الحرة FFAs في البلازما, ولقد انعكس الخفض في الأحماض الدهنية الحرة في صورة خفض تراكم الدهون في الكبد, تجمع الخلايا الالتهابية و التليف في الفئران التي تغذت على بروتين فول الصويا.
كما اتضح أن الفئران التي تغذت على بروتين فول الصويا كان لديها نسبة منخفضة جوهرياً من الأنسولين و سيتوكرومات CYP2E1 و TNF- a مقارنة بالفئران المتحكم في تغذيتها (لم تتلقى أي بروتين فول الصويا), و المكون النشط في بروتين فول الصويا غير معروف, غير أنه قد يكون ببتيدات أو أحماض أمينية تحررت أو انطلقت بعد عملية الهضم أو قد تكون مكونات الأيزوفلافون, و قد يكون هناك تأثير متناغم بين جميع مكونات البروتين, و من ثم يمكن أن تكون هذه الحيثية محور أنشطة البحوث المستقبلية.
إجمالاً يمكن القول أن بروتينات فول الصويا قد أظهرت آثاراً مفيدة في الحد من شدة الأعراض المرضية الناتجة في الغالب من حدوث الالتهاب الكبدي الدهني غير الكحولي (NASH) من خلال خفض جهد الأكسدة, تحسين التمثيل الغذائي للدهون و زيادة الحساسية للأنسولين.
قد توفر الأيزوفلافونات الموجودة بفول الصويا فوائد صحية للقلب و الأوعية الدموية و ذلك عن طريق تحسين مرونة الشرايين, و هي وظيفة الأوعية الدموية و التي عادة ما تقل مع تقدم السن, و لاشك أن تحسين وظيفة الشرايين يمكن أن يعمل على خفض ضغط الدم كما يمنع تطور زيادة ضغط الدم للأمراض ذات الصلة. و مع ذلك فإن التأثير الرئيسي المفيد لفول الصويا فيما يتعلق بأمراض القلبية الوعائية يرتبط بقدرتها على خفض الكولسترول في الدم و الحد من أكسدة الدهون و تحسين حالة الدهون كما بينت الدراسات الحيوانية و البشرية و التي أوضحت أن التأثير المفيد كان بسبب البروتينات السليمة, و مما يدل على ذلك أن خليط الأحماض الأمينية لم يكون له أثر واضح في خفض الكولسترول على عكس بروتين فول الصويا. و تقترح المنظمة الصحية المعتمدة بالولايات المتحدة الأمريكية أن استهلاك 25جرام أو أكثر من فول الصويا يومياً (كجزء من النظام الغذائي المنخفض في الدهون المشبعة) كان مرتبطاً بانخفاض مستويات الدهون الكلية و كذلك مستوى البروتين ألدهني المنخفض الكثافة ( الكولسترول) (LDL), خاصة في الأفراد اللذين لديهم بالفعل ارتفاع مستويات الكولسترول. كما أن بروتين فول الصويا يحفز من زيادة تعبير أنزيم سوبرأوكسيد ديزميوتيز الفائق " superoxide dismutase (SOD)" و هو أنزيم مضاد للأكسدة بتحويل أنيون السوبرأوكسيد السام إلى ماء غير ضار. وهكذا و عن طرق الحد من مستوى الأصول الحرة, يعمل بروتين فول الصويا على منع ضرر الأكسدة الذي يحدث لجزيئات الكلسترول المنخفض الكثافة" LDL" و منع تكون كتل الخلايا التي يمكن أن تغلق الأوعية الدموية. و يعتقد أن بروتين فول الصويا له القدرة على خفض الكولسترول و ذلك بسبب قدرته على إعادة تنظيم مستويات مستقبلات الكلسترول المنخفض الكثافة" LDL" في الكبد, مما يزيد من أيض (تمثيل) الكلسترول المنخفض الكثافة, و لكنه يقلل من تركيز هذا الكولسترول " LDL" في البلازما, كما أن بروتينات فول الصويا لها أيضاً تأثيراً مفيداً في الحد من وزن الجسم و كتلة الدهون. و فقدان الوزن و تأثير بروتين الصويا على ذلك تم تأكيده من خلال العديد من الدراسات الإنسانية على أن فول الصويا يؤدي لحدوث تأثيرات جوهرية (6 - 12 ٪) في مستويات الكولسترول في البلازما. و يرجع فقدان الوزن جزئياً إلى حقيقة أن بروتين فول الصويا يزيد من تشبع و أكسدة الدهون عقب الأكل و التي يعزى إليها خفض مستويات الدهون و الأنسولين, كما أن زيادة التشبه هذه تقلل من السعرات الحرارية الإجمالية, في حين أن المعدل المرتفع لأكسدة الدهن تخفض من نواتج الأحماض الدهنية التي يمكن أن تتراكم في الأنسجة الدهنية. و بغض النظر عن الآثار المفيدة لاستهلاك فول الصويا - سواء أكان منفرداً أو بملازمة أغذية أخرى - و استخدامه كبديل جزئي للبروتينات الحيوانية, فإنه يقلل من كلسترول البلازما خاصة في المرضى اللذين يعانون من فرط الكلسترول.
وقد ترجع الآثار الصحية المفيدة للقلب في بروتينات فول الصويا إلى الوحدات الفرعية (الجلوبيولين¢ 7S) و التي تنظم نشاط مستقبلات الكلسترول LDL في كبد الفئران, وقد صاحب ذلك نقص في مستويات الكلسترول في البلازما و كذلك مستويات الدهون الثلاثية, و تجب معرفة أن التغذية على أصناف فول الصويا الخالية من تلك الوحدات الفرعية كانت غير فعالة في خفض الكلسترول. و هنا تجب الإشارة إلى معنى (الجلوبيولين¢ 7S) - عبارة عن بروتين غني بحمض السستين من بذور فول الصويا, يتكون من وحدات فرعية متصلة ببعضها في سلسلة برابطة ثنائية الكبريتيد.
ومع ذلك فإن هذه النتائج لا يمكن تكرارها على نفس الأسس, مما يضفي ظلالاً من الشك على إمكانية جلوبيولين فول الصويا 7S في خفض الكلسترول, غير أن تجارب التدخل البشري باستخدام جلوبيولين فول الصويا 7S (5 جرام / يوم), بينت أنه قد حد من وزن الجسم, الدهون الثلاثية و الدهون الحشوية (الداخلية) غير أنه أدى لزيادة في مستوى الكلسترول المرتفع الكثافة HDL في الأفراد اليابانيين اللذين يعانون من زيادة معتدلة في الوزن مع زيادة شحوم الدم.
و تشمل آليات العمل المقترحة لبروتينات فول الصويا, تثبيط تخليق الأحماض الدهنية من خلال و كذلك الحد من تخليق الكلسترول من خلال تثبيط نشاط مساعد الأنزيم hydroxymethylglutaryl- coenzyme A (HMG-CoA) reductase activity.. و خلال عمليات هضم بروتينات فول الصويا بالجهاز الهضمي تنطلق الببتيدات النشطة حيوياً (بيولوجياً).
هذه الببتيدات النشطة حيويا صغيرة الحجم بما يكفي كي يسهل امتصاصها في نظام الدورة الدموية التي تحملها إلى الكبد, حيث تثبط الأنزيمات المشاركة في تخليق الكلسترول أو تنشيط مستقبلات LDL. و قد تبين أيضاً أن بروتينات فول الصويا 7S قد تكون بمثابة مضاد للأكسدة, كما يتضح من حقيقة الأمر أن حمية فول الصويا أخرت من مرحلة أكسدة LDL المرتبط بالنحاس مقرنة بحمية (النظام الغذائي ) للكازين casein. الكازين عبارة عن بروتين موجود في حليب الثدييات, حيث يشكل 80 ٪ من البروتينات في حليب البقر و من 20 ٪ إلى 40 ٪ من البروتين الموجود في حليب الإنسان, و للكازين مدى واسع من الاستخدامات بداية اعتباره مكون أساسي في الجبن, كما يضاف للأغذية و في صناعة ثقاب الأمان و كمصدر للغذاء, كما يوفر الأحماض الأمينية و الكربوهيدرات و اثنين من العناصر الأساسية وهي الكالسيوم و الفسفور.
و بغض النظر عن وحدات الجلوبيولين 7S و S11, فإن بذور فول الصويا تحتوي أيضاً على لوناسين lunasin وهو أحد الببتيدات العديدة و التي على 43 حمض أميني, و أن وجود اللوناسين في بلازما الإنسان يؤكد على أن امتصاص البروتين من الوجبات المحتوية على فول الصويا هو أمراً ممكناً. كما يعمل اللوناسين كعامل Hypocholesterolemia ( و التي تعني وجود مستويات منخفضة بشكل غير طبيعي من الكلسترول في الدم على الرغم من ارتفاع الكلسترول الكلي في الدم (فرط الكلسترول) المرتبط بأمراض القلب و الأوعية الدموية, عيب هذا النقص في إنتاج الكلسترول في الجسم ممكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة, كما يعد الكلسترول مكون أساسي في أغشية الخلايا الحيوانية و اللازم للحفاظ على نفاذية و سيولة تلك الأغشية), أي أن اللوناسين يقلل من كلسترول الدم عن طريق زيادة إنتاج مستقبلات LDL, مما يسهل من إزالة الكلسترول المنخفض الكثافة LDL من البلازما. و ربما يكون تفسير دور أو أثر كعامل Hypocholesterolemia قد يكون أمراً مشوشاً, غير أن ذلك قد يرجع لوجود الأيزوفلافونات ذات الخصائص النشطة بايولوجياً. و يبدو ملاحظة ما إذا كان مستوي الكلسترول الأقل من المتوسط يسبب أضرار مباشرة, إلا أنه غالباً ما يكون مرتبطاً بأمراض معينة.
في هذا الصدد, لم يتم الاستناد على أي استنتاج ملموس وذلك بسبب النتائج المتضاربة التي تحصل عليها من التجارب الحيوانية و البشرية, فعلى سبيل المثال, لم يكن هناك أي تأثير على مستوى الكلسترول عند تغذية بعض الكائنات الحيوانية الرئيسية على نظام الكازين الغذائي المعضد بمستخلص فول الصويا الغني الأيزوفلافونات, و في المقابل, وجد أن النسوة اللائي كن في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث و اتبعن النظام الغذائي لفول الصويا (128.7 مليجرام / يوم) و ذلك لمدة ثلاث دورات طمث, حدث لديهن انخفاض في مستوى الكلسترول المنخفض الكثافة LDL في حدود 7 - 10 ٪, كما وجد أن استهلاك الرجال المسنين لمنتجات فول الصويا أدى لوجود ارتباط بين كلسترول البلازما و التركيز الكلي للأيزوفلافونات.
و في العديد من تجارب تغذية الإنسان, وجد أن استهلاك الأيزوفلافونات أدى إلى حدوث انخفاض كبير في الكلسترول الكلي و الكلسترول المنخفض الكثافة LDL و قد صاحب ذلك زيادة في مستوى الكلسترول العالي الكثافة HDL, في المقابل وجد أن استهلاك بروتينات فول الصويا المحتوية على مستوى منخفض من الأيزوفلافينات (0.15 مليجرام / جرام) لم يكن له أية آثار مفيدة على خفض مستوى الكلسترول في الدم. هذا و قد أظهرت التجارب البشرية و التجارب الحيوانية أن إتباع نظام غذائي غني بالأيزوفلافونات أدى إلى زيادة مقاومة الكلسترول المنخفض الكثافة LDL لكتيونات النحاس Cu 2+ التي تعمل على أكسدة بعض المواد البشرية و ذلك مقارنة بالنظام الغذائي القليل في محتواه من الأيزوفلافون.
حقيقة هامة أخرى وهي أنه يبدو أن وجود الأيزوفلافونات يعمل على عدم استنفاذ مضادات الأكسدة الأخرى, حيث وجد أن مستوى التوكوفيرول " tocopherol" في مصل الدم قد ازداد عقب إتباع نظام غذاء فول الصويا الذي يحتوي على الأيزوفلافين. و من المحتمل أن الاختلافات الغذائي للكمية الكلية من الأيزوفلافين و نسبة 12 من الأيزوفلافونات الرئيسية في فول الصويا قد تكون هي المسئولة عن تضارب بعض النتائج المرتبطة بالفوائد الصحية لمنتجات بروتين فول الصويا. و ربما يرجع ذلك لأن القوة الفردية للأيزوفلافونات قد تختلف, هذا فضلاً عن إمكانية تفاعلات التأزرية أو المضادة داخل مجموعة الأيزوفلافون أو بين هذه المجموعة وغيرها الاستروجينات النباتية " phytoestrogens" التي قد تكون موجودة في النظام الغذائي البشري النموذجي. كما أن هناك إمكانية أخرى أن معدل و مستوى تحول الأيزوفلافونات إلى إيكول " equal - عبارة عن هرمون الإستروجين غير استرودي non-steroidal estrogen يعمل كمضاد للأندروجين " androgen" وهو هرمون يتبع الاسترويدات " steroid hormone") في القولون و الذي يختلف داخل العشيرة الإنسانية. و المعروف أن الإيكول يعمل على زيادة إنتاج أكسيد النيتريك بكميات تمنع ارتفاع ضغط الدم. و على ذلك فإن الأفراد اللذين لديهم القدرة على تمثيل أو تحويل الأيزوفلافون إلى إيكول بمعدل مرتفع يظهر عليهم تحسن أفضل في أعراض الأمراض القلبية الوعائية مقارنة بنظرائهم اللذين تجرى داخلهم عملية التحول هذه بمعدل منخفض, و مع ذلك تشير أدلة أخرى متاحة أن الاستهلاك اليومي من فول الصويا ( بما فيها الأيزوفلافونات) ربما ليس لها تأثير جوهري على مستويات الكلسترول أو تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب. و لا زال استهلاك منتجات فول الصويا مرتفعاً و ذلك نظراً للتشجيع الذي تقدمه جمعية القلب الأمريكية, حيث أن بذور فول الصويا تحتوي على مستويات أعلى من الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة عن تلك الموجودة في اللحوم أو منتجات الألبان, كما أن بذور فول الصويا تعد أيضاً مصدراً جيداً للفيتامينات و المعادن و الألياف الغذائية.
3 - 2: الأمراض الكلوية
تم اختيار بروتين فول الصويا في مختلف الدراسات الحيوانية و البشرية كوسيلة لتحسين أو الحد من أمراض الكلى المزمنة, و قد عرف أنه من الأسباب الرئيسية لحدوث أمراض الكلى (اعتلال الكلى) هو مرض السكري من النوع الثاني و ما يرتبط بها من حالة الأكسدة العالية تزيد من أكسدة الكلسترول المنخفض الكثافة LDL إلى أنواع الأكسجين التفاعلية التي تشجع حدوث أضرار لشبكة الأوعية بالكلى, وبالإضافة إلى ذلك، يرتبط مرض السكري من النوع الثاني مع ارتفاع نسبة الدهون في الدم و التي تزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم، مما يسهم في تدهور وظائف الكلى. وقد أظهرت بروتينات فول الصويا آثار مضادات الأكسدة وآثار خفض الدهون في الدم و التي يمكن استخدامها لتعديل عوامل الخطر (ارتفاع نسبة الدهون في الدم وأكسدة LDL) المرتبطة باعتلال الكلية. و في مرضى النوع الثاني و اللذين يعانون من اعتلال الكلى, وجد أن استبدال 50 ٪ من البروتين الحيواني ببروتين فول الصويا أدى إلى حدوث تحسينات كبيرة في وظائف الكلى كنتيجة لنقص حالة البروتينيوريا ""proteinuria (وجود كميات غير طبيعية من البروتين في البول، والتي قد تشير إلى الأضرار التي لحقت الكلى(, و نقص اليوريا في البول و كذلك الفسفور. كذلك أدى استبدال النظام الغذائي ببروتين فول الصويا إلى حدوث خفض كبير في مستوى الكلسترول الكلي في البلازما و الدهون الثلاثية و الكلسترول المنخفض الكثافة LDL, و ذلك مقارنة بالنظام الغذائي المعتمد على البروتين الحيواني, و الأهم من ذلك أن النظام الغذائي المعتمد على فول الصويا لم يؤثر في LDL, وهو الشكل المفيد من البروتينات الدهنية. و مع ذلك فإن استبدال فول الصويا في النظام الغذائي لم يقلل من ارتفاع ضغط الدم (أحد الأسباب الرئيسية المسببة لظاهرة ""proteinuria), مما يشير إلى أن انخفاض حدوث هذه الظاهرة ربما يرجع إلى قدرة بروتينات فول الصويا الحد من الترشيح الفائق " hyperfiltration" ) و هي الحالة التي يحث فيها ترشيح مفرط للعناصر المعدنية في البول), و التي تسبق بداية حدوث هذه الظاهرة proteinuria"" في مرضى السكري.
و يعتقد أن حماية الكلى ضد التأثيرات الضارة مثل المخدرات و غيرها من المواد الكيميائية الأخرى renoprotective"" من فول الصويا, يرجع جزئياً إلى وجود الأيزوفلافونات, التي يمكن أن تحاكي الهرمونات, و مع ذلك فإن استخدام أيزوفلافونات بروتين فول الصويا بمعدل (0.11 مليجرام أيزوفلافون / جرام بروتين) أحدثت نفس الحماية ضد التأثيرات الضارة التي تسببها المواد الكيميائية مماثلة لما تحدثه بروتينات فول الصويا العادية (3.62 مليجرام أيزوفلافون / جرام بروتين), مما يشير إلى أن البروتينات هي الأكثر مسئولية في الغالب عن الخصائص النشط بايولوجياً التي لوحظت. و في حقيقة الأمر أن استنفاذ أيزوفلافون البروتين أدى لحدوث نقص كبير في وزن الكلى و تكاثر الخلايا و حجم الكيس " cyst" و هو جيب غير طبيعي يحتوي على مواد سائلة أو غازية أو شبه صلبة بدرجة أكبر من بروتينات فول الصويا الغنية بالأيزوفلافون, ومع ذلك فإن الانخفاض في مستوى LDL المؤكسد كان أقل في البروتين المستنفذ في الأيزوفلافون, و ربما يرجع السبب في ذلك إلى المحتوى المرتفع من الأيزوفلافون في البروتين العادي و تعزيز قدرة أكبر كمضاد للأكسدة.
3 - 3: السرطان
أوضحت الدراسات الوبائية ظهور مستويات أقل من السرطان, و خاصة سرطان الثدي و سرطان البروستاتا في الصين و اليابان مقارنة بالبلدان الغربية, و يعتقد أن خذا الاتجاه يرجع إلى الاختلافات في النظم الغذائية و نمط الحياة, و خاصة استهلاك منتجات فول الصويا التي تعد الأعلى استهلاكاً في كلٍ من الصين و اليابان, و من ثم كان هناك توقع منذ فترة طويلة أن لفول الصويا خصائص كيميائية تعمل ضد أشكال أو طرز معينة من السرطان. فعلى سبيل المثال, وجد أن النسوة الأمريكيات من أصول أسيوية و اللائي ولدن و تربين في أقطار غربية كان لديهن خطر تطور الإصابة بسرطان الثدي بنسبة (60 ٪) أعلى من النسوة اليابانيات و الصينيات. و في العديد من الدراسات التي تتبعت أساليب و أنماط المهاجرين, ظهر دليل جلي على أن أولئك اللذين يتبعون النمط الغذائي الغربي (المحتوي على نسبة عالية من الدهون و المنخفضة في الألياف) كان لديهن أعلى معدلات الإصابة بسرطان الثدي مقارنة بالوجبات الشرقية التقليدية المنخفضة في الدهون و المرتفعة بمحتواها من الألياف الغذائية و فول الصويا.و في التجارب البشرية، كانت هناك نتائج متضاربة مع الأغلبية تظهر علاقات إيجابية بين استهلاك فول الصويا وانخفاض حالات الإصابة بسرطان الثدي.
و في حين أن بعض الدراسات أوضحت أن أيزوفلافونات فول الصويا على وجه الخصوص عملت على انخفاض معدل تطور و حدوث سرطان الثدي, فإن البعض الآخر لم يظهر أدلة قاطعة على أن استهلاك الاستروجينات النباتية " phytoestrogens" عمل على خفض خطر تطور سرطان الثدي, و من ثم فقد أقترح أن انخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي الذي ينظر إليه في الدراسات الوبائية ربما يكون راضعاً للتعرض إلى الاستروجينات النباتية خلال التطور أو الحياة المبكرة.
و بالنسبة للرجال, قد يكون للأيزوفلافونات دوراً هاماً في التحكم في الوقاية من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا. و قد تسبب سرطان البروستاتا في مقتل حوالي 30,000 رجل بالولايات المتحدة خلال عام 2005 يليه السبب الثاني فقط و هو سرطان الجلد. و سرطان البروستاتا عبارة عن التكاثر المفرط المعتمد على الأندروجين " androgen" (هرمون جنس ذكري، مثل التستوستيرون(, و عادة ما ينطوي العلاج على استخدام مركبات ذات خصائص مضادة للهرمونات(androgen-deprivation properties" ADT " ) تستخدم في علاج البروستاتا و الخلايا السرطانية للبروستاتا و التي تتطلب وجود هرمونات الأندروجين , حيث يعمل هذا المركب على خفض مستويات هرمونات الأندروجين مع الأدوية أو الجراحة لمنع خلايا السرطان من النمو. غير أنه مع تطور المرض - في علم الأمراض - تصبح الخلايا السرطانية مقاومة لعلاج الأندروجين ، مما يؤدي إلى حدوث ورم خبيث والموت في نهاية المطاف. و في الأساس وجد أن مسار البروستاجلاندين " (PG) prostaglandin" (أي من مجموعة من المركبات ذات تأثيرات شبيهة بالهرمونات، ولا سيما تعزيز انقباضات الرحم. فهي الأحماض الدهنية الدورية).الذي يساهم في شدة الإصابة بسرطان البروستاتا, حيث يساهم البروستاجلاندين في تعزيز نمو الورم و الميتاستاسيس (metastasis = نمو و انتشار الأمراض (مثل الخلايا السرطانية) من الموقع الأولي أو الأساسي للمرض إلى جزء آخر من الجسم). و من ثم فإن المركبات التي تعدل مسار" (PG) prostaglandin"تعد أهم المركبات في علاج سرطان البروستاتا. و تجب الإشارة إلى أن مسار و عمل (PG) تعتمد اعتمادا كبيراً على أنشطة سيكلوكسيجناسيس " cyclooxygenases (COX)" و خاصة " COX-2" و كذلك مستقبلات (PG).
و بصرف النظر عن الأيزوفلافونات, فإن وجد مثبط أنزيم " Bowman-Birk protease" يمكن أن يسهم أيضاً بخصائص مضادة للسرطان الموجودة في بروتينات فول الصويا, و يعمل هذا المثبط كعامل مضاد للسرطان عن طريق:
1. حظر تحفيز تشكيل المكونات الناجمة عن أنواع الأكسجين النشطة.
2. تثبيط تعزيز و نمو الورم.
3. الحد من أو منع الجهاز الهضمي من تحويل البروتينات إلى أحماض أمينية, مما يعمل على حرمان الخلايا السرطانية السريعة النمو من الأحماض الأمينية الأساسية.
و في حالة سرطان القولون في الفئران, تم قمع عمل المواد المسرطنة و الذي ربما يكون نتيجة الامتصاص الخلوي لمثبط أنزيم Bowman-Birk protease inhibitor (BBI) و الذي عندئذ يسهل من تثبيط أنزيمات البروتوسيز " proteases" المشاركة في تحول الخلايا العادية إلى خلايا خبيثة. و في حالة سرطان الفم البشري, وجد أن التأثير المضاد للسرطان الذي يظهره هذا المثبط (BBI) كان مرتبطاً بتثبيط أنزيمات سرين بروتيسس " serine proteases = مجموعة أنزيمات التي تعمل على كسر الروابط الببتيدية في البروتين , و الذي هو علامة أو دليل حيوي لسطح الخلية السرطانية في الإنسان. أي علامة سطح الخلية الموجودة على سرطان الغدد الليمفاوية وخلايا اللوكيميا. و لتحديد بروتينات سطح الخلية على خلايا سرطان البنكرياس.
كما تم تحديد مركب آخر مضاد للسرطان في بذور فول الصويا وهو اللوناسين " lunasin" و هو عبارة عن بروتين مكون من 43 حمض أميني, و في النماذج الحيوانية, تبين أن اللوناسين يحد من ورم الجلد و ما يترتب عليه مع زيادة فترة كمون الورم مقارنة بالخلايا غير المعاملة.
و بالرغم من الكبر النسبي للببتيدات, فقد تبين ان اللوناسين يمتص بسهولة في دم البشر و الفئران عقب هضم بروتينات فول الصويا, وأن أحد الأسباب التي تعزز التوافر الحيوي من اللوناسين هو وجود مثبطات أنزيم protease في منتجات فول الصويا و التي تحمي اللوناسين من الانهيار البنائي بواسطة الإنزيمات المعوية مما يسمح بامتصاص البروتين من خلال نظام الدورة الدموية.
و الخصائص المضادة للأكسدة للوناسين أثبتت معملياً باستخدام نظام أكسدة حمض لينوليك Linoleic و التي يحدث خلالها أن البروتين و شظايا (قطع) الببتيدات تعمل على خفض معدل أكسدة الدهون (lipid peroxidation) , كما أن اللوناسين و شظية الببتيد 1(SKWQHQQDSCRKQLQGVNLTPC) تتمتع بخصائص إزالة أو كسح الأصول الحرة, و هذه الخاصية تم تقديرها باستخدام طريقة ( ABTS + radical cation assay) و ABTS عبارة عن مركب كيميائي يستخدم لمراقبة حركة تفاعل أنزيمات معينة, و تجدر ملاحظة أن وجود اللوناسين أو شظية الببتيد 1 الخاصة به لم يكن لها تأثير على حيوية الخلية , غير أنها كانت قادرة على خفض إنتاج أنواع الأكسجين التفاعلية (النشطة) " reactive oxygen species (ROS)". و قد لوحظ أن وجود مستويات مرتفعة من أنواع الأكسجين النشطة (ROS) يؤدي لحدوث إجهاد الأكسدة و الذي يؤدي بدوره إلى حدوث تغيرات في المعلومات الوراثية (تلف الحمض النووي DNA) و تحفيز إنتاج أو تشكيل السرطان. و بالتالي فإن الهيكل أو البناء الأساسي الكامل للوناسين يبدو أنه أمراً ضرورياً لتنظيم إنتاج السيتوكينين " cytokine", علاوة على ذلك وجد أن المناعة ربما تتطلب ربط أجسام مضادة معينة أو مستقبلات خلوية, و من ثم فإنه من المطلوب وجود طرز هيكلية أو بنائية (بناءات ثنائية و ثلاثية لبروتين اللوناسين.
3 - 4 : صحة العظم
لقد ارتبط وجود الأيزوفلافون بفول الصويا بتعزيز و تحسين حالة (صحة العظام) خاصة في النساء عقب انقطاع الطمث, و من المعروف أن انقطاع الطمث يرتبط بهشاشة العظم (انخفاض كثافة المعادن في العظام) و الذي يتطور نتيجة انخفاض مستوى الإستروجين في البلازما, و من ثم فإنه قد استخدم العلاج بالهرمونات البديلة مثل الإستروجين المصنع الذي أبدى كفاءة عالية في الحد من التقدم المرضي و كثافة هشاشة العظام.
و مع ذلك فإنه نظراً للآثار الجانبية السلبية المحتملة ( على سبيل المثال, سرطان الثدي) من العلاج بهرمون الإستروجين في بعض النسوة, تركز الاهتمام على استخدام مشابهات (محاكاة) الهرمون مثل أيزوفلافون فول الصويا لعلاج هشاشة العظام , وقد أظهرت الأدلة الوبائية الأولية أنه قد حدث خفض بشكل كبير في حدوث كسور العظام المرتبطة بهشاشة العظام في نساء جنوب و شرق آسيا مقارنة بالنساء الغربيات, الحالة التي تعزى إلى استهلاك مستويات مرتفعة من منتجات فول الصويا في آسيا. و قد أظهرت التحاليل المختلفة أن أيزوفلافين فول الصويا خفض بشكل كبير من مستوى الببتيد دي أوكسيبيريدينولين deoxypyridinoline"" في البول و التي تعد علامة على حدوث تفكك الأنسجة العظمية و كسر خلاياها و تحرر العناصر المعدنية, مما يؤدي لنقل الكالسيوم من الأنسجة العظمية إلى الدم و الخلايا الآكلة osteoclasts"" و هي خلايا متعددة الأنوية و تحتوي على العديد من الميتوكوندريا و الليسومات. و خلال إعادة تشكيل العظام, وجد أن الببتيد دي أوكسيبيريدينولين تزال من الخلية إلى الخارج و تنطلق إلى الدورة الدموية و تفرز في البول, و من ثم فإن المستويات المرتفعة من دي أوكسيبيريدينولين تشير إلى ارتفاع معدل إعادة تشكيل العظام و الذي يتسبب في نقص كثافة المعادن. و بخفض كمية دي أوكسيبيريدينولين المتسربة من العظام, و تعمل أيزوفلافونات فول الصويا على تقليل إعادة تشكل العظام و تأخير تطور حدوث الهشاشة. و كان تأثير أيزوفلافونات فول الصويا أكثر قوة في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث في النساء عنه في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث, مما يشير إلى أن التأثير للإستروجين تحت ظروف نقصه يوفر تأثيرات مفيدة للعظم.
و التأثيرات المفيدة لأيزوفلافونات فول الصويا ترتبط باستهلاك أكبر من 90 مليجرام / يوم خلال فترة الاختبار الأكثر من 12 أسبوع, و مع ذلك و بسبب المستويات المختلفة من الأيزوفلافونات كان هناك تقارير متباينة من التجارب السريرية تتعلق بفوائد الأيزوفلافونات, و علي وجد أن الأمر يتطلب المزيد من التجارب الطبية مستقبلاً وذلك لتوفير معلومات أفضل عن نشاط هذه المركبات, المدة اللازمة و الآثار السلبية المحتملة.
3 - 5: سن اليأس (انقطاع الطمث)
إن فقدان هرمون الأستروجين أثناء انقطاع الطمث, يؤدي إلى ظهور أعراض شائعة مثل دورات سخونة (حمى), تعرق الليلي , تهرش, آلام المفاصل, فترات ثقيلة غير منتظمة و ضعف التركيز, و الاستروجينات النباتية " Phytoestrogens" مثل أيزوفلافونات الصويا قد توفر الشفاء من أعراض هذه الحالات حيث أن لها المقدرة على ربط مستقبلات هرمون الأستروجين و محاكاة هذا الهرمون, و من ثم فإن العلاج بالهرمونات التي تستخدم فيها استروجينات فول الصويا البديلة لهرمون الإستروجين المخلق (الصناعي) قد تقلل من ظهور أعراض انقطاع الطمث.
و قد دلت الدراسات الوبائية أن نسبة النسوة الأوروبيات اللائي يتعرضن للنوبات الحرارية (الحمى) خلال سن اليأس كانت أعلى من نسبة الموجودة في النسوة الصينيات, و يعتقد أن ذلك قد يرجع لمعدل الاستهلاك المرتفع من فول الصويا من قبل النسوة الصينيات. و مع ذلك فإنه لم يعرف بعد ما إذا كان استهلاك منتجات فول الصويا مدى الحياة ضروري للنسوة من أجل تجربة الآثار المفيدة للأستروجينات النباتية لفول الصويا, و لقد أظهرت نتائج العديد من التجارب البشرية المتحكم فيها أنه كان هناك انخفاض في دورات الحمى الحرارية في المجموعة التي على فول الصويا أو مكملات الأيزوفلافون. و كشفت هذه الدراسات أيضاً أن التأثير المفيد لاستهلاك الاستروجينات النباتية كان أكثر ظهوراً في النسوة اللائي كن يعانين من نوبات الحمى الساخنة بشدة, بل أكثر من ذلك وجد أن تناول الوجبة اليومية المدعمة بـــ 25 من بروتين الصويا و المحتوية على 125 مليجرام أيزوفلافونات عملت على الحد من تصلب الشرايين في الشابات الأصحاء (أقل من 5 سنوات بعد سن اليأس) و اللائي كن معرضات لخطر تطور الإصابة بأمراض القلب و الأوعية الدموية.
3 - 6: مرض الكبد ألدهني غير الكحولي
كنتيجة للاختلال الأيضي المرتبط بمقاومة الأنسولين, يكون هناك مستوى متزايد من الأحماض الدهنية الحرة Free fatty acids (FFAs) بالبلازما و التي تتراكم في الكبد مسببة الالتهاب و التليف. كما أن ارتفاع دورة انتقال الأحماض الدهنية الحرة (FFAs) يؤدي إلى إنتاج المزيد من السيتوكروم P4502E1(CYP2E1) و زيادة أكسدة الدهون مما يعمل على ضرر الكبد نتيجة تعرضها لجهد الأكسدة. و يمكن أن يؤدي تطور تراكم الأحماض الدهنية بالكبد إلى حالة تسمي "الالتهاب الكبدي الدهني غير الكحولي" ("nonalcoholic steatohepatitis (NASH)") سواء مع أو بدون تليف الكبد. و يرتبط الالتهاب الكبدي الدهني غير الكحولي (NASH) بمقاومة الأنسولين و الذي يرتبط بعدة اضطرابات أيضية مختلفة مثل السمنة (البدانة), ارتفاع ضغط الدم غير عادي و مرض السكري و ارتفاع مستويات الدهن بالدم " Hyperlipidemia" و هذا بدوره يؤدي إلى زيادة خطر أمراض الأوعية الدموية و بالتالي خطر الإصابة بالسكتة الدماغية و أمراض القلب. و في التجارب التي أجريت على الفئران التي تم تغذيتها على نظام غذائي يحفز حدوث الالتهاب الكبدي الدهني غير الكحولي (NASH) و المضاف إليها بروتين فول الصويا, وجد أن دمج بروتين فول الصويا في النظام الغذائي أدى إلى تحسين نسبة الكولسترول العالي الكثافة HDL / الكولسترول المنخفض الكثافة LDL بالإضافة إلى خفض الجلسريدات (الدهون) الثلاثية triglycerides و الأحماض الدهنية الحرة FFAs في البلازما, ولقد انعكس الخفض في الأحماض الدهنية الحرة في صورة خفض تراكم الدهون في الكبد, تجمع الخلايا الالتهابية و التليف في الفئران التي تغذت على بروتين فول الصويا.
كما اتضح أن الفئران التي تغذت على بروتين فول الصويا كان لديها نسبة منخفضة جوهرياً من الأنسولين و سيتوكرومات CYP2E1 و TNF- a مقارنة بالفئران المتحكم في تغذيتها (لم تتلقى أي بروتين فول الصويا), و المكون النشط في بروتين فول الصويا غير معروف, غير أنه قد يكون ببتيدات أو أحماض أمينية تحررت أو انطلقت بعد عملية الهضم أو قد تكون مكونات الأيزوفلافون, و قد يكون هناك تأثير متناغم بين جميع مكونات البروتين, و من ثم يمكن أن تكون هذه الحيثية محور أنشطة البحوث المستقبلية.
إجمالاً يمكن القول أن بروتينات فول الصويا قد أظهرت آثاراً مفيدة في الحد من شدة الأعراض المرضية الناتجة في الغالب من حدوث الالتهاب الكبدي الدهني غير الكحولي (NASH) من خلال خفض جهد الأكسدة, تحسين التمثيل الغذائي للدهون و زيادة الحساسية للأنسولين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق