الجمعة، 5 أكتوبر 2018

نمو الأعشاب الضارة
العُشْب الضار
 :
أي
 نبات ينمو حيث لا يريده الناس. وقد يُعد أي نبات عُشبًا ضارًا في مكان ما، ولا يُعدُّ كذلك في مكان آخر. فمثلاً يُعد عشب مجد الصباح في حقل فصفصة عشبًا ضارًا، بينما يُعد في حديقة أخرى زهرة جميلة. وتسمى بعض النباتات كاللبلاب السام، والبلوط السام عُشبًا ضارًا حيثما نبتت؛ لأنها ليس لها استخدام معروف.

وكثير من الأعشاب الضارة مدمرة، إذْ تضر كمية المحاصيل وجودتها، بمنافستها على ضوءالشمس، والماء، وامتصاص المواد الغذائية من التربة. ويؤي بعض أنواع العشب الضار بعض الحشرات والأمراض التي تؤذي المحاصيل القريبة. وقد تُكلِّف السيطرة عليها الفلاحين كثيرًا. ويُعدُّ العشب الضار غير جميل في الحدائق، والمتنزهات، والملاعب. ويعوق العشب الضار حركة النقل، إذا تركت تنمو دون عناية وتشذيب على جوانب الطرق، وممرات السكك الحديدية، والمجاري المائية.


وبعض أنواع العشب الضار، مثل ظل الليل المُميت، سام للإنسان والحيوانات الأخرى. وينتج عن أعشاب معيَّنة مثل القُرَّاص واللبلاب السام، آلامُ جلدية قاسية، عند معظم الناس. ويسبب لقاح الرجيد حمّى القش لأشخاص كثيرين.
ويمكن أن تكون الأعشاب الضارة مفيدة في بعض الحالات. فهي تقلل من تآكل التربة مثلاً وبخاصة في الأرض التي لا تنمو بها نباتات زراعية. كما أنها توفر المأوى والطعام للطيور والحياة البرية الأخرى. ويمكن أن يُستخدم عُشب البيقية في تغذية الماشية، إذا لم يتوافر غذاء غيره. كما يأكل الناس في بعض البلاد أجزاءَ من الطرخشقون، والحمّاض، والقرّاص، وأعشاب أخرى. وتستخدم أعشاب كثيرة في صنع أدوية مُعَيَّنة، تُساعد في تخفيف الألم؛ وعُشب النار واحدُ منها. وأعشاب أخرى، مثل العصا الذهبية، وقفاز الثعلب، جذابة في الحدائق.
تُصنّف الأعشاب الضارة إلى حوليّة وذات حولين ومعمرة، اعتمادًا على طول فترة حياتها. وتنمو الأعشاب الحَوْلية من بذور تعيش عامًا واحدًا أو أقل. وهناك نوعان من الأعشاب الحولية هما حوليات صيفية وحوليات شتوية. تبدأ حوليات الصيف في النمو في الربيع، وتعطي بذورًا قبل موتها في فصل الخريف. وتبدأ الحوليات الشتوية النمو في الخريف وتعطي جذورًا، ومجموعة من الأوراق، تُسمَّى الوردية، قبل الشتاء. ثم يظل النبات بعدئذ خاملاً حتى الربيع، وعندها ينمو للنضج. وتشمل الأعشاب الحولية العادية التفاح البري، وعصا الراعي، والخشخاش، والرَّجيد.
وتنمو الأعشاب ذات الحولين، من بذور تعيش نحو عامين. وتعطي جذورًا وأوراقًا وردية خلال العام الأول، ثم تظل خاملة حتى فصل الربيع. وتعطي الأعشاب ثنائية الحول سيقانا وأزهارًا وبذورًا خلال السنة الثانية. ومن أمثلة الأعشاب ثنائية الحول، الأرقطيون الحؤول والشوكران وزهرة الشيخ.
تنمو الأعشاب المعمَّرة، التي تعيش أكثر من عامين، من البذور، أو من أجزاء أخرى من النبات. وقد يبدأ نمو جديدُ من الجذور أو الأبصال أو السيقان إذا مات، أو قطع الجزء العلوي من النبات. وتصعب السيطرة على الأعشاب المُعمرة؛ لأن لها أنظمة جذرية عميقة جدًا. ومن الأعشاب المعمرة الشائعة الطرخشقون، والنباتات الشوكية، والحمّاض المعمر.
تنتشر الأعشاب الضارة من مكان لآخر بطرق متنوعة. وللكثير من بذور الأعشاب تركيب خاص، يمكّنها من الانتقال عن طريق تيارات الرياح. فمثلاً، يمكن لبذرة الطرخشقون الزغبية البنية، أن تطير مسافات كبيرة. كما تبعثر الطيور والحيوانات الأخرى بذور الأعشاب الضارة أيضًا. وقد تنتقل الأعشاب الضارة مع الماء، كأعشاب ياقوت الماء التي لها أوراق، تعمل كالطوف. وقد غزا هذا النبات وعاق مساحات واسعة من الأنهار والبحيرات في إفريقيا والدول المدارية الأخرى. كما ينشر الناس العُشب الضار بالبذور المحملة على أدوات الزراعة أو الثياب، بالإضافة إلى أن بذور الأعشاب قد تنتقل في طعام الحيوانات، وبين بذور المحاصيل من مكان لآخر.
وقد تدخل الأعشاب بعض البلاد عمدًا، مثل نقل العليق الأسود إلى أستراليا ونيوزيلندا، كمورد للطعام في القرن التاسع عشر الميلادي. وقد أصبح العليق الأسود عُشبًا يشغل الآن مساحات واسعة في تلك البلاد. فنبات اللنْتاتَة مثلاً، وهو نبات حدائق مزدهر، أصبح عشبًا ضارًا في أجزاء من أستراليا.

السيطرة على الأعشاب الضارة

هناك أربعة أساليب عامة للسيطرة على الأعشاب الضارة والتحكم فيها هي: الأساليب الاستنباتية والميكانيكية والحيوية والكيميائية.
وتكون السيطرة الاستنباتية باستخدام منتج زراعي كفء، يمنع الحشائش من النمو. وتشمل مثل هذه التقنية، زرع بذور المحاصيل النقية من بذور العشب. كما تساعد دورة المحاصيل على إبعاد نمو الأعشاب الضارة في مساحة معينة. ويوضع في المساحات الصغيرة غطاء يُسمى المهاد على الأرض حول النباتات، ليمنع نمو الأعشاب الضارة. وتشمل الأنواع العادية من المهاد تقليم الحشائش، ووضع نشارة خشب، ورقائق بلاستيك.
وتكون السيطرة الميكانيكية بتدمير الأعشاب الضارة يدويّا أو باستخدام آلة. ويستخدم الفلاحون آلة تُسمّى المسلفة لتقتلع الأعشاب الضارة الكبيرة، وتغطِّى الصغيرة منها بالتربة. وتتم السيطرة على الأعشاب الضارة الطويلة في المراعي، وعلى جوانب الطرق بتدميرها. وقص الأعشاب الضارة أو نزعها من الأرض باليد يمكن أن يكون فعَّالاً في الحدائق الصغيرة، وأحواض الزهور، والمروج.
أما السيطرة الحيوية، فتشمل استخدام الأعداء الطبيعيين لنمو الأعشاب الضارة في منطقة محددة. فعلى سبيل المثال، توضع كل من الحشرات والحيوانات الأخرى الصغيرة التي تأكل عشبًا ضارًا معينًا في حقل ينمو فيه ذلك العُشب. وتستخدم البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة لنشر الأمراض بين أنواع محددة من الأعشاب الضارة.
وتكون السيطرة الكيميائية باستخدام مُرَكَّبات كيميائية تُسمى مبيدات الأعشاب الضارة، ومعظم مبيدات الأعشاب تنتقي ـ أي تقتل العشب الضار، ولا تؤذي المحصول. ولابد من الحرص في استخدام مبيدات الأعشاب الضارة؛ لتجنب الإضرار بالمحاصيل، أو الإنسان، أو الحياة البرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق